قلت من قبل إنه لولا المشاركة الواسعة للقوات المسلحة في تنفيذ العديد من المشروعات او التدخل السريع في الاسواق لكبح جماح الغلاء لكانت الحكومة قد انكشفت وظهر عجزها الواضح.
لكن هذه المشاركة طارئة ولن تدوم لأن الاصل هو فيما ستقدمه الحكومة من حلول عاجلة للكثير من التحديات والمشاكل التي تواجهنا.
ولكي تحقق الحكومة ذلك فانها لابد ان تكون قد استوعبت الدرس واستفادت من اسلوب العمل والانجاز الذي تقوم به قواتنا المسلحة وخاصة الهيئة الهندسية او الهيئات المسئولة عن دعم القطاعات المدنية.
لكن يبدو ان الحكومة لم تع الدرس واذا كانت قد اعتقدت ان موافقة البرلمان علي برنامجها يعني القبول والرضا بأسلوب عملها فانها علي خطأ كامل لان ثقة البرلمان تمت في توقيت معين من اجل عدم عرقلة سفينة الوطن واحساس النواب بان الوقت يلاحقنا ويكاد يدهمنا بما يمثله ذلك من خطورة عن الوطن كله.
لنأخذ مثالا لذلك بوزارة التموين والتي فشلت فشلا ذريعا في العديد من المهام الموكلة اليها وكان آخرها فضيحة القمح والارتفاع الجنوني في اسعار الارز بالاضافة لاختفاء المواد التموينية التي كانت تصرف وفق نظام نقاط الخبز والذي اصبح ستارا لمافيا الفساد والاحتكار.
تلك المافيا التي سمحت في وقت معين بتصدير كمية من الارز ثم اغلقت الباب ثم أعادت فتح باب الاستيراد.
المافيا التي تركت ملايين الأطنان من الاقماح لدي المزارعين حتي جاءت تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي بانهاء مشاكل تسليم الاقماح وفتح جميع الصوامع والشون.
المافيا التي ترغم بعض اصحاب بطاقات التموين علي شراء مساحيق للغسيل ومعلبات من التونة بدلا من السلع الاساسية وبعد ان ظلت راكدة لدي الحيتان الذين يملكون القرار اليوم في كل ما يتعلق بالتجارة الداخلية. المافيا التي أصبح بيدها إشاعة جو من الشك والريبة وعدم الثقة والاحباط «وياواخد قوتي.. يا ناوي علي موتي».