المساء
خالد امام
وماذا بعد؟ نعــم.. زيـارة فـارقة
نجح الرئيس السيسي خلال زيارته التاريخية لأثيوبيا في إقناع القادة الأثيوبيين بالواقع المر الذي تتعرض له أفريقيا عامة ودول حوض النيل خاصة فيما يتعلق بالإرهاب.
نعم.. كانت زيارة فارقة بحق.. فالإرهاب لا دين له ولا وطن ويستهدف الجميع.. من يتعرضون للإرهاب الآن وأيضاً النائمين في طمأنينة خادعة ظناً أنه بعيد عنهم وهو أقرب إليهم من ذواتهم.
زيارة فارقة.. لأننا إذا نظرنا إلي الخريطة العامة وبشكل أوسع نجد أن الإرهاب موجود فعلاً الآن في العراق وسوريا وأحياناً لبنان.. وموجود في مصر وليبيا وتونس واليمن بما يشكل "حزام نار" حولنا.. وليس مستبعداً أن يزحف إلي منابع النيل خصوصاً السودان وأثيوبيا بعد التوقيع علي إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة والتفاهمات الرائعة بين الرئيس السيسي وقيادتي البلدين في هذا الشأن والذي كان "أسياد" الإرهابيين وداعموهم وممولوهم بالمال والسلاح يعولون عليه في الإضرار ببلداننا وليس بمصر وحدها.
زيارة فارقة.. لأنه عندما تتلاقي وجهات النظر بين الرئيس وديسالين حول خطر الإرهاب الذي يهدد قارتنا فإنها نتيجة رائعة لم تكن لتتحقق إلا بالدبلوماسية الهادئة والإقناع المبني علي أدلة وحقائق متوفرة لدي رجل الدولة والمخابرات "السيسي" ولا يمكن إنكارها وهو ما يجب أن نحيي عليه الرئيس وفريقه.
زيارة فارقة لأن هذا النجاح غير المسبوق للرئيس السيسي خلال زيارة واحدة لأثيوبيا سواء فيما يتعلق بالمياه وسد النهضة أو العلاقات في كافة المجالات أو في مواجهة الإرهاب جعلت رئيس الوزراء الأثيوبي هيلا ماريام ديسالين يعلن وبوضوح أن البلدين وصلا إلي مرحلة من الثقة والتفاهم تمثل قوة دافعة للاستمرار علي هذا النجاح.. وهو ما لم يكن متوافراً قبل الزيارة.
يقيني أن الرئيس لن يترك مناسبة أو بلداً يستطيع خلالها أن يحاصر الإرهاب ويشحذ الهمم لمواجهته إلا وسيستثمرها أعظم استثمار لإيمانه بأن هذا الإرهاب هو حجر العثرة الأكبر أمام نهوض بلادنا واستقرارها وبالتالي انطلاقها إلي آفاق أبعد.
يحدونا أمل كبير في أن تتحقق تصريحات وقناعات القادة الأثيوبيين ونجدها واقعاً ملموساً علي الأرض بإجراءات واضحة وحاسمة تثري العلاقات الثنائية في كافة المجالات وتئد الإرهاب في مهده قبل أن يستفحل خطره ويهدد كل دول منابع النيل.. فالمصائب دائماً تكمن في تسفيه خطر زرع مجموعات إرهابية هنا أو هناك ثم سرعان ما تتسرطن وتصبح أكثر عدداً وعُدة وشراهة لالتهام كل أخضر ويابس وقتل وتدمير كل متحرك وثابت مثلما حدث في سوريا والعراق ثم ليبيا وأخيراً اليمن.
نحن ـ أبناء وادي النيل ـ أحوج ما نكون إلي أن نساند وندعم وننصح ونقنع بعضنا بعضاً.. فإذا كان الخير يعم فإن الشر أيضاً يمكن أن يؤذي الجميع وبلا استثناء في أفريقيا وآسيا وأوروبا.. وفي أمريكا أيضاً.
أغلقوا منابع الشر أيها الأشقاء في منابع النيل من أجل حاضر شعوبنا وحماية لأجيال المستقبل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف