المساء
فتحى حبيب
اللهم بلغت- وزراء الخدمات عبء علي الرئيس!!
هل توجد مافيا في مصر الآن تعكف ليل نهار علي صناعة وتصدير الأزمات لإثارة القلاقل في البلاد وتأليب وإغضاب الرأي العام؟!.. وهل هناك من يريد ويسعي بقوة لتشويه الإنجازات التي لا ينكرها إلا جاحد بإثارة الأزمات؟!.. وهل يوجد داخل الحكومة من يساعد بقوة علي إثارة هذه الأزمات.. ولصالح من؟!.. وهل مازالت الحكومة تعمل بعقل ونفس آليات الماضي.. وبكل أساليب البيروقراطية والروتين؟!.. وهل تقف الحكومة عاجزة الآن أمام سطوة وجبروت بعض التجار ورجال الأعمال.. أم سار بينهم نسب ومصاهرة لإذلال وقهر الشعب المسكين؟!
أسئلة كثيرة وحائرة تتقاذف إلي الذهن في ظل هذا الأداء "المهزوز" للحكومة التي تفوقت في خلق الأزمات وأخفقت بقوة في الإنجازات وأصبحت -خاصة وزراء الخدمات- عبئاً علي الرئيس السيسي ورجال القوات المسلحة البواسل الذين يسابقون الزمن لإقامة مشروعات عملاقة.
أزمة توريد القمح وما صاحبها من غضب جارف للمزارعين كشفت أن الحكومة تعيش في واد آخر وليس لديها خطط واضحة أو مدروسة.. بل نفس الفكر العقيم الذي أخر البلاد سنوات عديدة وزادت هذه الحكومة الطين بلة بأزمة تصدير مليون طن أرز للخارج بدعوي أن هناك فائضاً في السوق.. وأن الكميات تكفي الاستهلاك المحلي.. ليفاجأ المواطن المسكين الذي قهرته أعباء الحياة بسعر كيلو الأرز يتضاعف حتي وصل إلي 6 جنيهات ويقفز في مناطق أخري إلي 7 و8 جنيهات!!
لا أعرف "الجهبذ" الذي يضع سياسات هذه الحكومة.. وهل يراعي محدودي الدخل والمطالب المشروعة في حياة كريمة تضمن توفير قوت يومهم؟!.. لا أبالغ إذا قلت إن الوزارات الخدمية بعيدة كل البعد عن المجتمع وتعمل في جزر منعزلة واكتفي وزراؤها بالمشاهدة من المكاتب المكيفة!!.. لا يعرفون مدي المصاعب التي يجدها البسطاء في الحصول علي متطلبات حياتهم اليومية.. ولا يدركون أن الزيادة الرهيبة في الأسعار جعلت الفقراء يكلمون أنفسهم.. وأن الأرز وجبة أساسية علي المائدة كل يوم.. بل أهالينا في الريف يتناولونه صباحاً في الإفطار ومساء في العشاء.
أريد عاقلاً يقول لي كيف سمحت الحكومة بتصدير الأرز البلدي.. ثم تقوم باستيراد الأرز من الخارج لسد احتياجات المواطنين؟!.. وهل سيتم استيراد الأرز بالجنيه أم بالدولار؟!.. وما أدراك ما الأزمة التي سببها لنا الدولار خلال الفترة الماضية وما ترتب عليها من قفز أسعار كل السلع دون استثناء وفي غياب تام للأجهزة الرقابية.. وهنيئاً للمافيا التي تلتهم الأخضر واليابس بالبلد.
المثير للدهشة والاستفزاز تصريح المتحدث باسم مجلس الوزراء الذي قال فيه: إن الحكومة سمحت بالتصدير بناء علي مطالب بعض المزارعين.. ولكن تم تصدير كمية كبيرة لسمعة الأرز المصري عالمياً!!
ده كلام؟!.. التصدير لم يتم استجابة لمطالب المزارعين الغلابة.. ولكن كان لصالح كبار التجار والمتحكمين في السوق وقوت الغلابة.. وبناء علي قرار ورؤية وزير التموين خالد حنفي!
أما الأكثر غرابة.. فكانت تصريحات وزير التموين المتفائلة جداً بأن كل شيء تمام والسلع متوفرة وبأسعار تناسب محدودي الدخل.. الوزير لم يمل هذه الاسطوانة المشروخة وكأنه يعيش في كوكب آخر.. إن صرخات الفقراء والبسطاء في ظل ارتفاع أسعار الأرز والعديد من السلع سوف تطارد وزير التموين.. وغيره من المسئولين المختصين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف