عبد الرحمن فهمى
يا وزارة.. نادي الطيران في مأساة
حينما اقرأ الصحف اليومية وما أكثرها الآن اتذكر بعض الأحداث والحكايات القديمة واقرأ الفاتحة لرجال زمان الذين من الصعب ان لم يكن من المستحيل تعويضهم الآن!!
فقد قرأت في صحف اليومين الماضيين ما يحدث في نادي الطيران بمصر الجديدة من مهازل وسرقات واختلاسات منذ مدة وكنت قد سمعت بعضا مما يحدث داخل النادي الذي كان يديره لمدة لا تقل عن 45 عاما وكان بأقل الامكانيات يقف نادي الطيران شامخا بين الأندية الكبري.. انه العظيم الشهم الرائع الشامخ المرحوم مصطفي جمال الذي كان في نفس الوقت الرئيس الدائم لمجلس محلي مصر الجديدة.. كانت سهرة اعيان مصر الجديدة كل ليلة تقريبا في حديقة النادي صيفا وفي حجرة الادارة شتاء.
مات مصطفي جمال فجأة فطمع العض في النادي البعيد عن الأعين وعن الرقابة بدرجة ان أحدهم من لا شيء اشتري فيللا في العين السخنة ثم أخري في الساحل الشمالي وأصبح الفساد يزكم الأنوف فسحب الأعضاء الثقة من المجلس وكان لابد من جمعية عمومية أخري لاسقاط المجلس بعد رفض الميزانية في الجلسة الأولي والآن استموات من الادارة لعدم عقد هذه الجمعية الثانية والسؤال الآن هو: أين وزارة الشباب والرياضة؟
***
دعوني أروي لكم حكاية قديمة لمصطفي جمال لتعلموا كيف كان يدير النادي هذه المدة الطويلة جدا: الساعة الحادية عشرة مساء موعد غلق النادي للأعضاء.. صراخ عال جدا من فتاة ما.. هرول مصطفي جمال إلي صالة البنج بونج حيث مصدر الصوت.. وجد لاعبة زراير البلوزة سقطت وظهر صدرها وتحاول تغطيته وتبكي بحرقة وشاب في آخر الحجرة في غير وعيه.. سحب الاثنين إلي حجرته.. كانت هناك شكاوي قديمة ضد هذا الشاب الدائم معاكسة زميلته في الفريق.. احضر مصطفي جمال فانلة لعب من حجرة الملابس لترتديها الفتاة وسيارة النادي أخذتها إلي بيتها وأخذ الشاب إلي حجرته وارسل يستدعي بعض رجال النادي الذين كانوا يقومون بغلق النادي والمرور علي كل أركان النادي كالعادة كل ليلة.
اربعة رجال "شحطة" طول وعرض وايادي ملاكمين وارجل رفع اثقال ومعهم مصطفي جمال ودائرة يقف في وسطها الشاب ليتلقي الضربات من كل جانب ويسقط ويتم التعامل معه بالأحذية ليقف ثم يسقط وهكذا حتي أصبح لا يستطيع الوقوف علي قدميه.. ارسله مصطفي جمال مع أحد أصدقائه الدائمين السهر معه بالنادي في سيارته إلي باب عمارته بعد سحب كارنيه النادي منه وشطب اسمه من كشوف العضوية.
***
في مساء اليوم التالي.. تلقي مصطفي جمال مكالمة من مأمور قسم النزهة وطلب منه الحضور لأن أحد المستشارين أمامه الآن ويريد أن يقدم بلاغا ضده فقرر المأمور عدم اتخاذ أي إجراء إلا بحضور مصطفي جمال فهو رئيس الحي.. ليس رجلا عاديا.
أخذ مصطفي جمال المضربين اللذين يلعب بهما هذا الشاب و12 كرة اخذها بالمنديل والجوانتي حتي لا تختلط البصمات أخذها في "سرة" وأخذ معه خمسة من البوابين والعاملين في النادي الذين اشتركوا في العلقة اياها فوجد مصطفي جمال المستشار متشنجا وفاقد الأعصاب ويريد كتابة المحضر واحالة ابنه إلي الطبيب الشرعي وبهدوء شديد طلب مصطفي جمال ان يكون المحضر الذي سيمليه الآن هو الأول لأنه سبب كل ما حدث.
قال مصطفي جمال ان ابنك لص حرامي غاوي سرقة المضارب الاسفنج الصينية الغالية الثمن وكذا الكرات ونحن لا نتكلم من فراغ.. هذه آخر سرقة تم ضبطها علي الباب ولا ننكر انه دخل في مشاجرة مع البوابين في الشارع بعيدا عن النادي.. هذه "اللفة" ارجو احالتها لادارة رفع البصمات وسماع اقوال خمسة من الذين تشاجروا مع الشاب وهم موجودن بالقسم.
اسقط في يدالمستشار وبدأ يتوسل نسيان الموضوع تماما بل مستعد أن يقبل رأس مصطفي جمال ويدفع التعويض للنادي.. و.. و.. هدأ الموقف مع فناجين القهوة.. روي مصطفي جمال الحقيقة.. ابنك مش حرامي ولكن مراهق كان لابد من تأديبه.. قام المستشار وعانق مصطفي جمال الذي أصر ان يري المستشار الفتاة ولكنه رفض لأنه سيضرب ابنه العلقة رقم ..2 هكذا تدار الاندية بدلا من سرقتها ونهبها.