الأهرام
محمد مصطفى حافظ
أمسكوا الطرف الثالث
450 مليون جنيه خسائر مبدئية مالية غير 3 حالات وفيات ومئات المصابين لحرائق سوقين الرويعي والغورية غير ما سيتم صرفه من أموال كتعويضات لأصحاب الورش والمخازن والمحال التجارية المكتظة بالبضائع من كل شكل ولون من الأبرة للصاروخ ، و التي كانت ملاذا لمحدودي الحال لتلبية احتياجاتهم الأساسية من سلع ومنتجات وملابس بأثمان رخيصة بجانب الآلاف من الباعة الجائلين التي تفرش بضاعتهم الطرق والشوارع ومداخل البيوت من أجل جنيهات معدودة دوارة بين سداد جزء من أثمان البضاعة بالأجل .
والمثير أن يبقي الفاعل مجهولا إلا من شائعات مواقع التواصل الاجتماعي بين مستثمر خليجي يري التكويش علي جثث الأبرياء ، أو إتهام للحكومة بالقضاء علي الأسواق العشوائية والاقتصاد الغير رسمي وإعادة التخطيط الإستراتيجي للعاصمة ، أو نتيجة سابقة التجهيز بالمتهم الأول المدعو الماس الكهربائي ، وأخري باتهام الحماية المدنية بتلكؤ الإغاثة رغم قربها بأمتار وضعف إمكانياتها ، أو إتهام المتضريين بعدم إتباع معايير السلامة والأمن الوقائي، أو إلصاق غالبية وسائل الإعلام تهمة الحرائق لجماعة الإخوان الإرهابية بإنطباعات مصلحتهم بإثارة الطبقات الشعبية ضد نظام الحكم ، خاصة بعد إنتشار الحرائق بالصدفة في مؤسسات حكومية فطالت مديرية أمن الجيزة وصولا لحريق مبني ديوان محافظة القاهرة وللعجب غرفة خرائط العاصمة ، وإنتقالها بمخزن أدوية مستشفي القصر العيني ثم عدة مصانع كرتون ومواد غذائية وزجاج وبلاستيك ومدارس من محافظات وجه بحري حتي وصلت الواحات .

ورغم تأكيد خبراء الحماية المدنية علي أن تلك الحرائق لا تتخطي المعدل الطبيعي سنوياً، وإن تفاقم الشعور بحجمها بسبب الإعلام وتضخيم الصيد بالماء العكر، فهو الشماعة للهروب من تحمل المسئولية أو مواجهة أسباب إندلاع الحرائق مثل التوصيل العشوائي للكهرباء وسرقة التيار الكهربائي بوصلات وأسلاك عارية أو غير مطابقة للمواصفات أو إستخدام مئات أسطوانات البوتاجاز في غالبية الأسواق الشعبية من الباعة الجائلين أو الورش، وعدم مراعاة شروط الأمن الوقائي في غالبية المصانع والمحال والمخازن التجارية والتي مليئة بالجلود والمنسوجات والأقمشة والمواد سريعة الإشتعال مما كان العامل الرئيسي لصعوبة المواجهة من رجال الإطفاء خلال تعاملهم مع النيران ، إما تعليق البعض الحرائق لشماعة الأخوان فرغم ما ارتكبته في حق الوطن وتهليل كتائبها بتشفي إلا أني لا أميل لذلك دون شواهد وقرائن ويقظة أجهزة الأمن .

فرغم وجاهة هذه الأسباب لحدوث كوارث الحرائق إلا أننا دائما أمام حقيقة الحريق وغياب الحارق والتاريخ المصري البعيد والقريب دائما الجاني مجهولا أو كبش الماس الكهربائي معلن مثل حريق قاعة مركز المؤتمرات الدولي بمدينة نصر بخسائر ٣٠٠ مليون جنيه وقبلها المجمع العلمي .. إلا أني أوكد أن الفساد هو الطرف الثالث وراء كل الجرائم والآثام التي تطعن الوطن وتقتل وتسرق وتغش وتهدر وتمرض وتذل وتحوج بل تعطش وتجوع وتقتل المصريين، فمن يمسك به؟!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف