«الوكسة» فى اللغة العربية معناها المصيبة أو الأزمة أو الخيبة، وأنا هنا أقصد الثلاثة معا! أما شارع التسعين،
فهو الشارع أو المحورالرئيسى فى منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة. وباختصار، ولمن لا يعرف، فإن هذا الشارع الذى يستمد اسمه من عرضه الكبير جدا- تسعين مترا- والذى يصل طوله (حتى منطقة الجامعة الأمريكية) فقط، ما لا يقل عن ثمانية كيلو مترات، يضم عددا من الشركات و المؤسسات وعشرات- أكرر عشرات – المولات (جمع مول!) وبعضها فاخر للغاية بكل المعايير الدولية و( الخليجية)، حيث تشاهد فيها العديد من فروع محال ومطاعم ومقاهى عواصم ومدن العالم الكبرى، فضلا عن فيللات وقصور تجعله بالقطع أغلى شوارع القاهرة الآن بلا منازع! غير أنه من المؤسف للغاية يحمل علامات مهمة على درجة من الفجاجة والفشل وربما الفساد الذى لا يمكن اعفاء «جهازتنمية مدينة القاهرة الجديدة» منه. فأنت ياعزيزى القارئ تستطيع أن تسير بكل أمان فى شارع الشانزليزيه فى قلب باريس، وأن تستمتع بكل شبر فيه، وتستطيع أيضا أن تستمتع بالسير فى أكسفورد ستريت فى قلب لندن، أو فريدريش تراسيه فى قلب برلين...إلخ ولكن من المستحيل أن تفعل هذا فى شارع التسعين،هل تعلم لماذا؟ لانه ببساطة لا يوجد رصيف! أى أن «الرصيف» الذى يشكل معلما حضاريا أساسيا فى أى من مدن العالم الكبري، التى تحترم الإنسان الفرد وتحمى حقه فى السير بأمان عليه، لا وجود له فى شارع التسعين وشوارع رئيسة اخرى فى المنطقة..لماذا؟ لأن الغالبية العظمى من أصحاب البيوت والفيللات والقصور،استولوا عليه وزرعوا فيه خضرة وأشجارا، تجد معها نفسك مضطرا للسير فى نهر الطريق تحف بك السيارات المسرعة، ثم تخيل هذا الوضع ليلا! اين الرصيف؟ و إذا لم يكن قيادات وموظفو الجهاز هم المسئولين فمن يكون؟ أضف إلى هذا خيبة أخري. هل تعلمون أن ارتفاع الرصيف، سواء على جانبى الطريق أو فى منتصفه، يصل إلى مايقرب من ثلاثين سم؟ وهو الذى يفترض ألا يزيد على بضعة سنتيمترات فى المدن المحترمة؟ إنها أيضا- للأسف- علامة على ضعف الكفاءة وافتقاد الذوق السليم !