نصف الدنيا
فاطمة ناعوت
اسم الله عليكِ يا حبيبتي
أُسرعُ الخُطوَ

فتنفَلِتُ يدي من قبضتِه

ويضحكُ حبيبي من جنوني

أقفزُ فوق كومةِ قشٍّ

تسرقُ منها العصافيرُ أعشاشَها

يشتبكُ ذيلُ فستاني بغصنٍ

وأتعثرُ فتُدمَى ساقي

وأبكي



أركضُ في الغابةِ

كفّي في كفِّه

نرفعُ ذراعينا فوقَ أيكةٍ

فيطيرُ عصفورٌ إلى عصفورتِه

ويضحكُ

فيما يحدّثُها

عن طفلين يركضانِ في الغابة

كفُّه في كفِّها

فنضحكُ

ونحن نُلقي إليهما بحفنةٍ من القمحْ

ونُنصِتُ

إلى همسِهما يتناجيانْ

قبل أنْ يضعَ مِنقارَه في منقارِها

فلا نعرفُ

هل يطعمُها قمحةً

أمْ قُبلة.



أُسرعُ الخُطوَ

فتنفَلِتُ يدي من قبضتِه

ويضحكُ حبيبي من جنوني

أقفزُ فوق كومةِ قشٍّ

تسرقُ منها العصافيرُ أعشاشَها

يشتبكُ ذيلُ فستاني بغصنٍ

وأتعثرُ

فتُدمَى ساقي

وأبكي

...

يركضُ نحوي ويهتفُ:

«اسم الله عليكِ يا حبيبتي!»

يحضِنُني

يحملُني إلى كوخِنا الخشبيّ

ويُنيمُني على صدرِه

فأغمضُ عينيّ

وأنامْ.



أفكرُ:

في جولةِ الغدْ

سأسقطُ

عامدةً

دونَ أن ينتبه

وأجرحُ ساقي

ومِعصمي

وجبهتي

لأسمعَ لهفتَه عليّ

فيرقصُ قلبي.



«اسم الله عليكِ»

من شفتي حبيبي

لها حلاوةُ الكرزِ

ومذاقُ السكرْ

وأنا

مرُّ حلقي بوجعِ السنيِن والدهورْ

سأسقطُ

وأسقطُ

في كلِّ غابةٍ

مع كلِّ صبحٍ

وعند كلِّ غصنٍ

حتى يأكلَ مسمعي

الظامئُ

من شفتيه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف