كاميليا عتريس
حرائق الغورية.. بين الأكاذيب والحقيقة
من ضمن مسلسل الحرائق التى شهدتها البلاد فى الأسبوع الماضى كان حريق فى منطقة الغورية وكتبت بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية ونقلتها عنها مواقع التواصل الاجتماعى أن الحريق نال مجموعة السلطان الغورى الأثرية التى سميت المنطقة نسبة لها.. ولكن ما هى حقيقة ما حدث للحى وللآثار الموجودة به؟!
رغم أن وزارة الآثار أرسلت بيانا بعد الحريق بساعات قليلة أكدت سلامة المنطقة الأثرية فإنه وحتى الآن مازالت مواقع التواصل الاجتماعى تذكر الخبر مستخدمة صوراً عن حوادث حرائق قديمة، مما يؤكد أن هناك مؤامرة ضد مصر وضد السياحة بشكل خاص.. وجاء بيان وزارة الآثار الذى أكدت فيه اللجنة الأثرية المشكلة من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية وتفتيش آثار منطقة الأزهر والغورى برئاسة محمد عبدالعزيز معاون وزير الآثار لشئون الآثار الإسلامية والقبطية سلامة جميع المبانى الأثرية بمنطقة الغورية، جاء ذلك بعد المعاينة المبدئية للآثار الموجودة بالموقع عقب الحريق الذى نشب.
وصرح عبدالعزيز بأن الحريق قد نشب بالعقار رقم 22 حارة الشرايبى وهو ملكية خاصة ويقع خلف مجموعة السلطان الغورى ويفصل بينه وبين حمام الشرايبى الأثرى عقار آخر، وأن ألسنة اللهب لم تطل أيا من المبانى الأثرية، حيث تم السيطرة على الوضع بالتنسيق مع رئاسة الحى بمحافظة القاهرة والحماية المدنية.
وفى اليوم التالى تفقد الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار عدداً من المواقع الأثرية بمنطقة الغورية وشارع المعز منها مجموعة السلطان الغورى ومنطقة خان الخليلى والسلطان قلاوون والظاهر برقوق ووكالة بازرعة ومتحف النسيج ومنزل السحيمى، رافقه خلالها السعيد حلمى رئيس قطاع الآثار الإسلامية ومحمد عبدالعزيز وعدد من قيادات وزارة الداخلية.
وأوضح د.العنانى أن هذه الزيارة جاءت لمتابعة حالة المبانى الأثرية بمنطقة الغورية على الطبيعة بعد الحريق الذى نشب بأربعة محلات بجوار جامع الغورى، التى أكدت اللجنة الأثرية المشكلة لمعاينة مجموعة السلطان الغورى أمس سلامتها.
وقال محمد عبدالعزيز إن وزير الآثار وجه تعليماته بتغيير منظومة الإضاءة وعمل نظام مكافحة للحريق بمجموعة الغورى، وكذلك تعديل مسارات الكهرباء وتغيير الأسقف بسقيفة الغورى الواقعة خلف جامع الغورى بما يتناسب مع الشكل الأثرى والحضارى للمنطقة وكذلك يضمن حماية الزائرين من حرارة الشمس والأمطار.
وأن الوزير أكد ضرورة توفير حنفيات حريق بمنطقة خان الخليلى بالتنسيق مع محافظة القاهرة والحماية المدنية، وكذلك تغيير أسقف وممرات الخان وتعديل مسارات الكهرباء.
وخلال جولته بحث د.العنانى مع قيادات وزارة الداخلية فتح متحف النسيج الموجود بـ «شارع المعز» ليلاً خلال شهر رمضان لتشجيع حركة الزيارة والسياحة الوافدة للمتحف، حيث إن شارع المعز يشهد رواجا كبيرا خلال شهر رمضان.
وفى إطار خطة الوزارة للنهوض بجميع المواقع الأثرية وتطويرها وتأهيلها وتسليط الضوء عليها، أوصى وزير الآثار بضرورة إعداد مشروع لإعادة تأهيل وكالة «الشرايبى» الأثرية الواقعة بحارة الشرايبى بمنطقة الغورية بما يتناسب مع قيمتها التاريخية والأثرية، ودراسة مدى إمكانية استغلالها كمكان للحرف الصناعية الموجودة بالمنطقة.
وقال الدكتور مصطفى أمين.. أمين المجلس الأعلى للآثار إن الوزارة تشارك بـ 15 موقعا أثريا، جاهزاً لاستضافة الأنشطة الفنية والثقافية فى شهر رمضان القادم.
بعد كل هذا ومازالت المواقع المشبوهة تدعى حريق مجموعة الغورى الفريدة.
• مجموعة السلطان الغورى
أنشأ هذه المجموعة من المبانى الملك الأشرف قانصوة الغورى فى الفترة من 909-910 هجرية الموافقة للفترة من 1503-1504 ميلادية - وكان الغورى فى الأصل أحد مماليك الأشرف قايتباى واستمر فى خدمته إلى أن أعتقه وصار يتقلب فى عدة وظائف إلى أن بلغ أسماها فى أيام الملك الأشرف جان بلاط.
وفى سنة 906 هجرية الموافق 1501 ميلادية ولى ملك مصر واستمر حكمه لها إلى سنة 922 هجرية الموافق 1516 ميلادية، حيث قتل فى شهر رجب من هذا العام فى معركة مرج دابق الذى انتصر فيها السلطان سليم العثمانى. وبدأ الحكم العثمانى فى مصر.
وكان من أهم صفات الغورى شغفه بالعمارة وحبه لها فأنشأ الكثير من المبانى الدينية كانت أهمها مجموعة الغورى.
تقع مجموعة السلطان قانصوة الغورى الفريدة من المبانى الأثرية على ناصية شارع المعز التاريخى الذى يعتبر أطول شوارع العالم الأثرية عند تقاطعه مع شارع الغورية. وتعد المجموعة الواقعة فى الشارع عددا من المواقع الأثرية تتكون من مسجد ومدرسة وقبة ووكالة وحمام ومنزل ومقعد وسبيل وكتاب وخانقاه ومازالت هذه المجموعة من المبانى تتميز بجمالها وعظمة معمارها وهى الآن تستغل للأنشطة الثقافية لتصل الحاضر بالماضى.•