طارق فودة
مع الدنيا .. من الرويعي إلي الغورية ياقلبي لا تحزن!..
أين أنتم ياشباب مصر؟!.. علي امتداد الأيام القليلة السابقة رأيتكم تقفون أمام شاشات التليفزيون.. تصرخون وتولولون لما حدث لكم- الحرائق التي تحيط بكم- تشب أمامكم وتبتلع تجاراتكم وأمتعتكم.. باختصار تأكل كل حاجاتكم وأنتم- «ما شاء الله»- تقفون أمام هذه الحرائق وكأنكم تتفرجون ولا تفعلون شيئاً.. كل الذي تملكونه أنكم تصرخون وتولولون كأنكم قد عجزتم عجزاً كاملاً فلا تملكون حراكاً.
وأنتم الذين ذهبتم إلي قلب المدينة العظيمة- القاهرة- لتزاحموا البيوت التاريخية- قلب القاهرة المعزية الجميلة لتحولوها كلها إلي ركام أو شبه الركام، فلا جمال لها ولا ملامح، تفترشون الأرض وتزاحمون مداخل البيوت وتلقون بملايين الجنيهات هكذا أمام أعين الناس فلا تدركون قيمتها ولا تخافون عليها فلا وزن لها ولا شكل ولا قيمة.
وتندلع الحرائق لا أدري كيف بأيديكم أو عفواً أو حتي بفعل فاعل فلا ترون ولا تدركون ولا حتي تهبون لنجدة أموالكم وأمتعتكم وأموال الناس أصحاب المكان الأصليين.
وأنتم تتفرجون لا تحاولون اللحاق بها أو العمل علي إطفاء النار التي اندلعت لا تحركون ساكناً.
كل ما تملكونه هو الولولة وتستأخرون المطافي والآخرين الذين يقومون علي إطفاء النار التي نشبت بين أيديكم وأمام أعينكم أين الشباب؛ وشباب القاهرة علي وجه الخصوص، الذين قاموا بعد ثورة يناير 2011 يحرسون بيوتهم وأرواحهم وأعراضهم في نواحي مصر جميعاً يحمون الأموال والأعراض ويقومون مقام الشرطة في كل مكان يحمون كل شيء حتي الفتيات السائرات في الشوارع من أجل العمل والرزق.
الجيش والشرطة يحملون الكثير يدافعون عن حدود الوطن ويرعون أرواحكم أنتم في داخل المدن ويعملون أكثر مما هم مسئولون عنه، فلماذا لا تحملون أنتم بعضاً من الرعاية والحماية لما بين أيديكم وأمام أعينكم.. أم تري أنكم وقفتم عند حد التقاعس والتزاحم في قلب المدينة تتصارعون علي الرزق والمكان الذي أفسدتم به كل شيء علي أرض مصر أليس فيكم رجل أو شباب رشيد؟!