هادية الشربينى
بلا أقنعة .. فلسطين قضية العرب الأولي..
يخطئ من يظن أن تعدد الصراعات في منطقة الشرق الأوسط كفيل بوضع القضية الفلسطينية في طي النسيان فمازالت القضية الفلسطينية حية في الضمير العربي وتحتل المرتبة الأولي في سلم الأولويات لدي قادة المنطقة وسوف تظل هي القضية الأم وجوهر الصراع في المنطقة ومن ثم لابد أن تعي حكومة تل أبيب هذه الحقيقة المؤكدة ولا تسعي إلي تمرير الوقت علي أمل أن يؤدي ذلك إلي تجاهل هذه القضية برمتها مع مرور الزمن.. بالفعل كانت فرص حل القضية الفلسطينية خلال الفترة الماضية من بعض العوائق وتباطأت التحركات والجهود الرامية إلي التسوية السلمية للقضية الفلسطينية ولكن ذلك لا يعني عدم الاهتمام بها فهذه القضية كما أكد سامح شكري وزير الخارجية في تصريحاته أخيرا بمجلس الأمن عدم حلها يعد أحد الروافد الهامة التي تغذي الإرهاب بالمنطقة كما حذر شكري من مغبة فرض تسوية ظالمة لا ينعم الفلسطينيون خلالها بحقوقهم كسائر شعوب الكرة الأرضية.. ومن منطلق عضوية مصر في مجلس الأمن ورئاستها له في الشهر الحالي جاء حرصها علي عقد جلسة بالمجلس لبحث سبل استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية وذلك بخلاف التنسيق المستمر بين القيادة السياسية المصرية مع القيادة الفلسطينية ممثلة في أبو مازن حيث تعمل مصر علي مواصلة دورها التاريخي المتواصل في العمل علي إحياء مفاوضات السلام لكي ينعم الشعب الفلسطيني بقيام دولته علي أرضه ونيل حقوقه التاريخية عليها.
من ناحية أخري تظن حكومة تل أبيب أنه برفضها كافة مبادرات تحريك عملية السلام وآخرها المبادرة الفرنسية سوف تجبر الطرف الآخر علي الرضا بالأمر الواقع ولكن لتعلم إسرائيل جيدا أن هذا التعنت يزيد الشعب الفلسطيني والعربي إصرارا علي نيل حقوقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وهناك إصرار فلسطيني يدعمه مساندة عربية قوية علي المضي قدما في هذا الاتجاه فالحق لابد أن ينتصر طالما أن المطالب به يؤمن بعدالة قضيته.