جلال الغندور
مصر ولعت فى الشعب والصحفيين
تشهد مصر حاليًا عشرات الحرائق فمن الرويعى إلى الغورية.. ومن دمياط وأسيوط.. ومن دار القضاء العالى إلى مبنى محافظة القاهرة
1
تبعيات هذه الحرائق فى الأصل هى أكبر منها بكثير ولو أخذنا مثلًا حريق منطقة الرويعى والعتبة كان أول رد فعل للواء أحمد تيمور، القائم بأعمال محافظة القاهرة، هو تصريح صادم وغريب عندما قال: «أصحاب عقارات العتبة ارتكبوا مخالفات جسيمة، ولم يضعوا أبسط قواعد الحماية المدنية وسيتم التعامل معهم جنائيا».
وسبحان الله وقبل مرور أيام على تصريح المحافظ نشب حريق داخل ديوان محافظة القاهرة ورغم ذلك لم نشاهد سيادته فى تصريح مشابه بل سارع المسئولون بتقديم التفسير الجاهز وهو أن الماس الكهربائى هو السبب الوحيد.
تصريح اللواء تيمور يعكس طريقة تعامل المسئولين فى مصر مع كافة طوائف الشعب وهى طريقة كافية بإشعال النار داخل نفوس المصريين، ففى الوقت الذى يعانى أصحاب محلات الرويعى من خسائر تتعدى عشرات الملايين والفقراء منهم فقدوا كل مصدر رزقهم صممت الدولة أن تشهر السكين الذى سيذبح من تبقى منهم.
فكانت النتيجة الطبيعية هى إشعال نار الغضب داخل نفوس أصحاب المحلات الذى انعكس فى هتافهم بضرورة رحيل النظام.
2
على نفس النسق تعاملت الدولة مع أزمة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية فبدلًا من أن تحاول احتواء الأزمة صممت أن تزيد الطين وتحاصر مبنى النقابة برجال الداخلية وبالبلطجية، بعدها حاولت شق صف الصحفيين وخرجت علينا التصريحات من عينة ما قالته نائبة البرلمان نعمت قمر والتى طالبت بضرورة ذبح الصحفيين!
الأزمة الأكبر أن النظام لم يكتف بالحصار وما قالته النائبة، وهى بالمناسبة حاصلة على الإعدادية، بل استمر فى مسلسل التصعيد بالتلويح بفرض الحراسة على النقابة، وانتظروا خلال أيام أن تقدم الحكومة للبرلمان خلال أيام تشريعات صحفية تكبل حرية الصحافة أكثر من ذى قبل.
الصادم أن أزمة الصحفيين لن تنتهى أبدًا التى ينتهجها المسئولين فى مصر بل ستؤدى سياستهم إلى إشعال النار داخل نفوس الصحفيين أكثر وأكثر.
3
النظام نجح فى إشعال النار داخل الأطباء وقت أزمتهم بالطريقة التى تعامل بها وزير الصحة مع نقابتهم.
والأمر نفسه تكرر مع المحامين ومع متظاهرى جمعة الأرض فى أزمة جزيرتى تيران وصنافير.
4
آخر الحرائق كانت مع مستخدمى الفيسبوك الذى لم يكتف النظام بسعيه لفرض رقابة عليهم بل استمر وكل يوم وآخر نجد أحد مستخدميه يقدم للنيابة بتهم ما بين تعليق وفيديو وربما «لايك» أيضًا كما فعلت مع فريق «أطفال الشوارع».
عزيزى النظام أرجو أن تكف عن التعامل بهذه الطريقة فمصر «بتولع».