الوفد
عبد الرحمن فهمى
ذكريات قلم معاصر- أنقذوا الصحف القومية.. وهذا أحد الأدلة
كانت فكرة توليد الكهرباء من اندفاع المياه فى السد العالى لخفض الفواتير الشهرية هى أحد الأسباب الرئيسية لإنشاء السد.. مع تصميم عبدالناصر عليه.. رغم أن الخبراء الروس كان لهم رأى آخر.. وهو حفر فرع للنيل من أسوان إلى الصحراء الغربية الشاسعة لزيادة الرقعة الزراعية إلى أضعاف ما هو موجود.. ثم إنشاء مجتمعات ومدن جديدة لحل أزمات الإسكان والتموين ولزيادة الإنتاج الزراعى والتعليم لخفض عدد التلاميذ فى الفصول والصحة لزيادة عدد المستشفيات وغير ذلك مما نسعى لتحقيقه الآن بدءًا بما حدث فى الفرافرة.. ولكن عبدالناصر كان مصراً على بناء الهرم الرابع ليكون «خوفو العصر الحديث» كما قيل يوماً!!
- فما الذى حدث؟؟
- لم تنخفض فواتير الكهرباء قط!! منذ إنشاء السد حتى اليوم.. ثم زادت مشاكل البلد للزيادة المطردة فى عدد السكان.. وبدلاً من معالجتها بالطرق الطبيعية التى اتبعها كل العالم حاولنا نحن الوقوف أمام القطار!! حاولنا مكافحة زيادة النسل بكل الطرق وبمبالغ لا حد لها بوزارات وإاعلانات وجمعيات، لدرجة أن البلد كان هدفه الأول الذى خصص له كل إمكانيات الدولة المادية والبشرية هو تحديد النسل.. وهو ما لم يحدث.. بل أصبحت الإعلانات عبارة عن نكت يضحك عليها الشعب كله!!
كل العالم استفاد بزيادة النسل لزيادة الأيدى العاملة، ونحن حاولنا إيقاف القطار دون جدوى فخسرنا كل شىء.. وأهم ما خسرناه هو سنوات عمرنا التى ضاعت هباء.
كانت وزارة الوفد عام 1950 من سياستها المعلنة غير جلاء الإنجليز بناء خزان أسوان وإنشاء «وجه قبلى» آخر بجوار «الوجه القبلى الحالى» الذى فكر فيه أيضاً فاروق الباز بعد عشرين عامًا!!.. ولكن تمت محاكمة عثمان محرم- أول من وقف أمام محكمة الثورة، ودافع عن نفسه بلا محامٍ، فحكمت المحكمة بالبراءة مع توجيه الشكر له ونصحت المحكمة مجلس الثورة بالاستمرار فى سياسة عثمان محرم، ورغم أن ثلاثى محكمة الثورة أعضاء فى المجلس «البغدادى والسادات وحسن إبراهيم» لم يقرر المجلس الاستمرار فى المشروع!! نحن بلد الفرص الضائعة.. ولما جاء من يريد تحقيق هذه المشروعات فى سباق مع الزمن بدأت قوى الشر محاولة إيقافه!! والكارثة أن بعض قوى الشر من الداخل!!
<<<
- لماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟
- لأننى أريد أن أحيى الوزير محمد شاكر وزير الطاقة والكهرباء، وهو الآن فى الاتحاد السوفيتى لوضع اللمسات الأخيرة لاتفاقية الضبعة للأغراض السلمية فى الوقت نفسه هناك اتصال تليفونى بين الرئيسين السيسى وبوتين.. نحن لا ننتظر مفاوضات سد النهضة، ولا كهرباء السد العالى المزعومة.. نحن كما قلت نسابق الزمن. ولن نلتفت لصراعات محلية أخذت أكثر من حجمها، وخرجت عن شرعيتها.. فقط أريد أن أسأل وزير الكهرباء: هل نحن فعلاً فى حاجة لتوقيت صيفي!! لا أعتقد!!
<<<
هذا المقال تم حجبه فى جريدة قومية، يوم السبت الماضي!! الصحف القومية يديرها ناصريون ويساريون!! إلى متى؟؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف