عباس الطرابيلى
هموم مصرية- وزير الكهرباء نجح في الامتحان!
ونجح وزير الكهرباء- دكتور محمد شاكر المرقبي- في الامتحان! ولسنا نحن الذين منحنا الوزير شهادة النجاح. وليس الذي منحه إياها الدكتور «الهلالي»، وزير التربية، أو الدكتور «الشيحي»، وزير التعليم العالي.. بل هو الدكتور «الحر» الذي عشناه منذ أيام وتجاوزت درجته الخمسين.. وقد نجح وزير الكهرباء بتقدير ممتاز جداً مع مرتبة الشرف، حتي قبل أن تنضم محطة كهرباء أسيوط إلي الشبكة.. وليس هناك وزير تعرض لما تعرض له الدكتور «شاكر»- منذ عامين مثلاً.. عندما عاش كل المصريين في ظلام دامس، كان يستمر لعدة ساعات.
<< أنا نفسي وضعت يدي علي قلبي تحسباً لموجات الحر الملتهبة التي كانت تنزل فيه المياه- من الحنفيات- وهي تحتاج إلي.. تبريد. ولكن جاءت النتيجة لصالح الدكتور محمد شاكر. ولذلك حق له أن يشكره الرئيس «السيسي» بنفسه، نيابة عن كل المصريين، وهو يفتتح معه محطة غرب أسيوط. ويوم الحر الملتهب زادت مبيعات أجهزة التكييف.. وكل من عنده تكييف قام بتشغيله.. وفي بيتي توقف جهاز غرفة النوم. رفض العمل. وأغلب الظن انه كان مصمماً لكي يعمل في درجة حرارة لا تصل إلي الخمسين.. فلما زادت على ذلك.. أعلن العصيان ورفض العمل.. وكان لابد من تغييره!
<< وليست هذه- فقط- إنجازات وزير الكهرباء. بل كان هناك فائض في الطاقة المولدة.. إلي أن عبرنا عنق الزجاجة «المكهرب» الذي صعق كل حياتنا، في موجة لم تعرفها مصر من قبل.. كل هذا بينما هناك محطات أخري عملاقة تم التعاقد عليها ولم يبدأ تشغيلها بعد، وفي مقدمتها المحطات الثلاث العملاقة التي تنفذها شركة «سيمنس» الألمانية وهذه- وحدها- ستوفر حوالي نصف كل الطاقة المولدة في مصر.. يا بلاش!
<< وبحكم خبرتي- في قطاع الكهرباء- منذ أنشئت أول وزارة للكهرباء في مصر عام 1964 علي يد الدكتور عزت سلامة. ومعه عباقرة الكهرباء من أمثال الدكتور محمود القشيري والدكتور عباس زعزوع والدكتور فايق فريد.. فإنني أري اننا دخلنا العصر الذهبي للقطاع.. ربما بعد عصر ماهر أباظة الذي نجح وترك لنا احتياطياً من الكهرباء يصل إلي 20٪ عن الاستهلاك.
<< وبسبب نقص الغاز ومشتقات البترول- في السنوات الأخيرة- دخلنا عصر «الشيخوخة» في قطاع الكهرباء! وكان لابد من «طفرة» في الفكر.. وللضرورة لجأنا إلي تركيب محطات تعمل بالغاز وليست بالبخار لأنها الأسرع في اختصار مدة التركيب- وإن كان عمرها أقل قليلاً- ومن هنا كان لابد من أسلوب «الدورة المركبة» لانتاج الكهرباء.. أي انتاج كهرباء أكثر بنفس كمية الوقود.. وبالتالي تقليل تركيب محطات إضافية وهو الأسلوب الذي لجأ إليه الدكتور محمد شاكر، أو توسع فيه.. فضلاً عن أسلوب «تخزين الطاقة» وهذه نشرحها قريباً.
<< ونحاول استغلال فرق التوقيت.. وفترة ذروة الأحمال بيننا وبين الجيران، في السعودية مثلاً.. وفي الأردن حتي ولو كان الفرق ساعة واحدة.. حتي نعبر- عندنا- فترات ذروة الأحمال حيث يزداد الطلب، ربما أحياناً، عن طاقة الانتاج.
ونجح الدكتور «شاكر». ومنحه «الجنرال حرارة» شهادة التخرج بامتياز ولكن يبقي علي جمهور المستهلكين أن «يراعوا الله» وأن يدفعوا قيمة ما يستهلكونه من كهرباء.. أما الذين يسرقون الكهرباء فهؤلاء يحتاجون إلي قانون شديد العقاب.. أبسطه حرمانهم من الكهرباء، وبالذات: في ساعات الذروة!