ثلاثة في يوم واحد.. وصفحة واحدة من جريدة.. الأولي زوجة أخبرها زوجها بنيته في الزواج من ثانية وبدون إطالة في تفاصيل لا داعي منها.. وكيف خططت ودبرت ونفذت. فما فعلته في النهاية وباختصار إنها ذبحته. وقد يكون الرجل كان يهددها. أو أنه بيستظرف لكن هذا ما حدث بالفعل.
بالتأكيد ليس ما قال هو سبب جريمة القتل. ربما هو قتلها كثيراً من قبل.. وبطريقة لا يعاقب عليها القانون.. استنزفها هد قواها. قهرها. ظلمها.. مص منها الدم وألقي بالعظام.
ممكن أن يكون خانها وتغاضت. كذب عليها وهي تعلم موضع الحقائق. وتقول في نفسها سماح يا أهل السماح . إنها بالتأكيد ليست جملة سأتزوج وإنما أفعال سبقتها وأفقدته رصيده لديها يوماً بعد يوم. ثم صار مديناً لها.. وهي رأت أن أقل حجم لأداء الديون هو رأسه.. ففصلته عن جسده سداداً للدين.
كلنا في علاقاتنا بالآخر.. له عندنا رصيد. وإما أنك في كل لقاء وتصرف ورد فعل يزيد رصيدك. أو يقل حتي يصل للصفر.
يتعجب الرجل حين تطلب المرأة الطلاق علي كلمة.. ولا يدري أن تحملها للكمات نهايته كلمة.
ونترك الجريمة الأولي إلي ثانية فقط قال لها زوجها أعدي لنا العشاء وأعقب الجملة بكلمة يا أستاذة. ويبدو أنه ضغط علي الزناد.. فانفجرت هي ووصل الأمر بها والوضع به إلي أنه قامت بسحله. والله لا أصدق لحظة أن لقب أستاذة يفعل بكائن رقيق رشيد كل هذا.. لابد أن درجة "الأستذة" استعملها الزوج للإهانة.. وتمادي. فنحن في إعلامنا كما في موروثاتنا مازلنا نصور المرأة الناجحة وكأنها رجل.. أما الأنثي من وجهة النظر السائدة هي راقصة أو إنسانة ساقطة خليعة.. ويستمرئ بعض الفاشلين من الرجال ذلك المشهد في أي فيلم.. وفرصة لو زوجته متميزة يضايقها في أنوثتها. وينكد عليها عمرها. ويكيد لها حتي يعيق نجاحاتها. أظن أن تلك الزوجة شربت سخرية من لقب استاذة بالقدر الذي دفعها لجمع ما بقي لها من قوة لتفوز بالضربة القاضية وتلقي بالزوج أرضاً.. وتكمل بالسحل.
بالطبع لا أحد مع الجريمة ولا العنف.. لكن أخلاق وتصرفات الغالبية من الأزواج لا تبشر بحياة سليمة ولا بنفوس طيبة. والغريب أنك حين تقلب البصر تجد رجالاً طيبين ولكن مع زوجة مفترية.
ونغادر الطيب والشرس والقبيح إلي ثالث الحوادث في اليوم ذاته.. الشاب يحب ويريد الزواج من حبيبته.. والمرسال يقول لن تقبل بك أبداً.. فيمسك العاشق بالمسدس ويطلق علي رأسه رصاصة ينتحر ويموت.
أكيد هو لم يقرأ الخبرين اللذين كانا بجواره لزوجين دخلا للزواج غالباً بنفس مشاعر الحب.