الجمهورية
بسيونى الحلوانى
الأزهر.. قوة مصر الناعمة رغم أنف الحاقدين
الاستقبال الحافل للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في كل مكان يذهب إليه. وزيارات الملوك والأمراء والرؤساء العرب وكبار المسئولين السياسيين والدينيين الغربيين للأزهر ولقاء شيخه وكبار علمائه وعبارات الثناء علي جهود الأزهر وشيخه وعلمائه ودعاته تؤكد أن الأزهر سيظل أبرز قوي مصر الناعمة وينبغي أن نفخر به ونطالب بدعمه والاهتداء بمنهجه العقلاني مهما حاول حفنة من الإعلاميين الفوضويين إلقاء الغبار علي المؤسسة الأزهرية العريقة وتشويه صورتها ورميها بالباطل.
في ظل أزمة مصر مع النظام الإخواني الذي ابتليت به طوال عام وساءت فيه علاقاتنا بالعديد من الدول العربية كان الأزهر وشيخه أبرز وسائل التواصل بين الشعب المصري وأشقائه العرب وتعددت زيارات الشيخ للدول العربية. وأزالت الكثير من مشاعر الاحتقان لدي الأشقاء العرب. وحاول كتاب الفتنة والوقيعة وعلي رأسهم الكاتب فهمي هويدي زيادة الاحتقان بين قيادات الإخوان ومن بينهم مرسي وبين شيخ الأزهر ولكن الشيخ لم يتراجع ولم ترهبه تهديدات الجماعة بعزله من مشيخة الأزهر ووضع شيخ إخواني مكانه.
***
في ظل هذه العلاقات السياسية السيئة بين مصر والعديد من البلاد العربية بسبب تدخلات الإخوان وألسنة بعض قياداتهم الزالفة كان شيخ الأزهر يلقي ترحيبا في كل الدول العربية ويعامل فيها معاملة الملوك والرؤساء وتعددت الدعوات له من دول عربية كبيرة للمشاركة في فعاليات فكرية وثقافية ولتكريمة باعتباره رمزا للأزهر. وقد لبي بعض هذه الدعوات وذهب يتحدث ويتحاور بروح الرسالة العلمية والدعوية والإنسانية للأزهر الشريف. الي جانب دعم أواصر التعاون بين الأزهر والمؤسسات الإسلامية والثقافية في الدول العربية بعيدا عن السياسة ومشكلاتها وهمومها حيث نأت مشيخة الأزهر بنفسها عن الدخول في إشكاليات سياسية وكان شيخ الأزهر خلال هذه زياراته للدول العربية مجسدا لعراقة الأزهر ومصداقيته ودوره العلمي والدعوي والتوجيهي ومؤكدا أنه جزء من الدولة المصرية. وأنه مؤسسة علمية ودعوية مستقلة. وأنه ملك لجميع المسلمين عربا وغير عرب.
***
مكاسب مصر من زيارات شيخ الأزهر للدول العربية كانت كثيرة ومتنوعة ودفعت بعض عقلاء الوطن المخلصين الي توجيه التحية له. وأذكر أن زيارته الأولي لدولة الإمارات العربية المتحدة في عصر الاخوان كانت سببا في الإفراج عن أكثر من مائة سجين مصري هناك. وجلبت الزيارة التي استغرقت ساعات للأزهر أكثر من نصف مليار جنيه دعما إماراتيا لمشروعاته في الوقت الذي كان يعاني فيه الأزهر بخلا وجحودا من حكومة مرسي بهدف تقويض رسالته.
مواقف شيخ الأزهر وتحركاته لدعم علاقات مصر بأشقائها العرب والمسلمين ينبغي أن تواجه بالتقدير من كل مصري حريص علي تحسين صورة بلاده في عيون الجميع. وحريص علي الدولة المصرية الذي يعتبر الأزهر أحد أركانها الأساسية وأبرز قواها الناعمة التي ينبغي توظيفها والاستفادة منها لدعم مركز مصر وتأكيد ريادتها للفكر الإسلامي المعتدل في وقت يعاني فيه العالم كله من التطرف الديني وجماعات الارهاب التي تتمسح بالإسلام.
شيخ الأزهر ومعه هيئة كبار العلماء يدركون أن رسالتهم علمية دعوية حضارية وينأون بأنفسهم عن كل دور سياسي ويعلمون أن مكانتهم بين الناس تنطلق من كونهم دعاة حق وتقارب وتضامن وتصالح وجمع للصفوف ومواجهة للخلافات والصراعات.
هذه المكاسب للأسف لم تعجب بعض الاعلاميين المنفلتين الذين يتبعون قاعدة¢خالف تعرف¢ من أمثال إبراهيم عيسي ويوسف الحسيني ومن علي شاكلتهما. فهما يحملان كراهية غريبة للأزهر ويحاولان دائما إلقاء الغبار علي رسالته وتحويل الانجازات الي سوءات.
***
كل هذا العطاء الأزهري لمصر في ظل التحديات التي تعيشها الدولة المصرية لا يعني السكوت علي مظاهر ضعف أو سلوكيات خاطئة داخل الأزهر. فمن حق الاعلاميين وأصحاب الرأي أن ينتقدوا أوضاعا يرونها سيئة في الأزهر بهدف الإصلاح والتغيير والتحول للأفضل.. لكن من المزعج جدا أن يتحول النقد الي حملة تؤدي في النهاية الي تلويث سمعة الأزهر وإضعاف الثقة به فهذا يحقق أهداف الجماعات المتطرفة التي لعبت علي وتر إفساد العلاقة بين جماهير المسلمين وبين الأزهر وعلمائه لكي ينفذوا بأفكارهم المسمومة الي عقول الناس وقلوبهم.
بالتأكيد.. النقد البناء للأزهر مفيد ومباح ومشروع.. لكن هجوم بعض الإعلاميين في الفضائيات وتطاولهم علي الأزهر يؤكد أن هذه الحملة المشبوهة التي يقودها عيسي ليست بريئة ولا تهدف صالح الوطن ولا إصلاح الأزهر.. بل هي تحقق أهداف أعداء مصر والأزهر الذين يتربصون وينشرون سخافات إبراهيم عيسي ضد الأزهر علي كل مواقع التواصل الاجتماعي.
الغريب والعجيب أن تتلاقي أهداف هؤلاء الاعلاميين المنفلتين الذين صدعونا بشعاراتهم الوطنية مع أهداف الجماعة التي تسعي الي تشويه صورة الأزهر في كل مكان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف