محمد فتحى
في العضل .. مقال آخر عن أشياء أخري
عنوان المقال بضم الهمزة الأخيرة، حتي يقرأ بشكل صحيح، ولكي لا يؤثر علي المعني، ومع ذلك دعوكم من العنوان ولنبدأ بداية معلقي الكرة، ونكتب : سيداتي آنساتي سادتي صباح الخير لو كنتم تقرأوننا صباحاً، ومساء الخير لو كنتم تقرأوننا مساء، ونتمني أن تكونوا بخير حال في كل وقت، وأن يصلكم مقالنا وأنتم في أتم صحة...
صحيح أن الأدوية الأقل من ثلاثين جنيهاً (غليت) كلها بشكل مفاجئ، ولم يتم التمهيد له، إنما يعني سعادتك شايف الأوضاع، تستطيع أن تعتبر دواك في (دفع) الفلوس، وليس في الدواء نفسه.
أما بعد، فإن الشماتة في موت الأبرياء قذارة، والفرح في مصائب البلد حقارة، فأما طاقم الطائرة المنكوبة رحمهم الله ورحم كل من كان علي متنها وهون علي أحبابهم، فقد شهد له الجميع بالمهارة، وأما سبب ما حدث للطائرة، فمن المبكر التكهن به، حتي وإن دخل الجميع في مزايدات سياسية لتلبيس طرف مسئولية ما حدث دون طرف آخر، فهناك من يروج لرواية الحادثة الإرهابية، ومن يروج لرواية المشاكل التقنية الفنية، لكن الأكيد أن كل هذا الكلام يستخدم حتي الآن كمزايدات، ولا أحد يستطيع الجزم بما حدث، ولنكتفي بالبحث عن إجابات للأسئلة ونحن علي (علم) وليس علي (جهل)، ولنأخذ المعلومة من (مصادر) معلومة وخبيرة، وليس من أشباح يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، وبهذه المناسبة المؤسفة، يؤسفنا أن نخبر حضراتكم من واقع المؤتمر الصحفي الذي تابعناه أننا لامؤاخذة (بلح)، فمستوي من أراهم حتي الآن من صحفيين مصريين في المؤتمرات الصحفية لا يختلف عن درجة إجادة حضرتك لعمليات التنفس الصناعي للسلمندر (دور في جوجل واتعب شوية قبل ما تسأل هو إيه السلمندر عشان مايزعلش منك)، وهو مستوي مهين يستدعي دورات تأهيل وتدريب لاستخلاص المعلومة وليس للفتي، أو كما قال صديقنا الكاتب محيي الدين أحمد (أنا صحفي مصري، لو قلت السؤال من غير ما اقول رأيي قبله أتحرق ) !!، ولهذا نناشدكم الرحمة بقلوبنا الصغيرة التي لا تحتمل، وبمناسبة الرحمة، ألا يجب توجيه الشكر للمحافظ المحترم محمد بدر محافظ الأقصر علي قراره بإلغاء عمل عمال النظافة في الفترة من الثانية عشرة ظهراً للرابعة عصراً خوفاً علي صحتهم من درجة الحرارة، لظروف عملهم المحترم؟؟ شكراً للمحافظ المحترم، وشكراً لقرار آخر مهم طالما طالبنا به أكثر من مرة في هذه المساحة في هذا المكان، ألا وهو إلغاء كتابة أعضاء النيابة لآرائهم السياسية علي شبكات التواصل الاجتماعي، وتحويل بعضهم للتحقيق، ولنذكركم بأن ضابط الشرطة، وضابط الجيش، ووكيل النيابة، ليس من حقهم، ولا دورهم، ولا يليق بهم، الدخول في اشتباك سياسي، حتي لا نجدهم في لحظة من اللحظات يقيمون الظلم بدلاً من أن يقيموا الأمن والعدل، وينتصرون لأنفسهم ولاتجاهاتهم السياسية بدلاً من انتصارهم للقانون والحق، وبهذه المناسبة الجليلة نرجو أيضاً ألا يظن بعض السادة الضباط أو المسئولين أو المرؤوسين أن نقد رؤسائهم في الصحافة لأسباب شخصية، فالأسبوع الماضي مثلاً انتقدت أداء مدير أمن الأقصر، وقلت الرواية التي تحققت منها من بعض شهود العيان فيما يخص واقعة اشتباك بين الشرطة والأهالي، وكان يمكن إرسال رد لو أراد أحدهم الرد، وكنت سأحترمه وأنشره أياً كان، لكن ضابطاً لطيفاً أراد أن يجامل، ودخل علي التعليقات في مكان نشر المقال في موقع آخر لينقط في الفرح، وينال من الكاتب، وكان من الممكن أن يقول كل ما يود أن يقوله بمعلومات ووقائع وليس علي طريقة (فرح العمدة)، لكن الأشد أسفاً أنه فعل ذلك من حسابه الشخصي الذي كتب فيه آراءه السياسية ويؤكد أنه ضابط شرطة من العاملين في وزارة الداخلية.
عموماً سيداتي آنساتي سادتي، قاربت مساحة المقال علي الانتهاء، ولا أريدها أن تفعل قبل الإشادة بمشروعات ثقافية موازية علي أرض الواقع، ودعوة لمشاهدة مسرحيات مهرجان مسرح الجامعات التي كتبها وأخرجها ومثل فيها شباب من أكثر شباب العالم العربي موهبة وليس مصر وحدها، ولو كنت من منتجي الدراما لاستعنت بهم لصناعة فن حقيقي بدلاً من العك الذي نشاهده، والذي اقترب موسم عرضه في رمضان، الذي يشهد ظاهرة غريبة، حيث تسلسل الشياطين لكن بعضها يهرب ويظهر في المسلسلات.. كل سنة وانتم لستم شياطين، ولا تنسوا أن يكون الفانوس هذا العام من الصناعة المصرية، وأن تدخلوا البهجة علي قلوب (الغلابة) بالمشاركة في مشروعات خيرية وإعانات الجمعيات الكبيرة، أو ما يعرف بـ(شنطة رمضان).. رمضان كريم.