حجاج الحسينى
الرئيس والنخبة المأجورة (3)
نواصل الحديث عن أزمة (الداخلية ــ نقابة الصحفيين) التى انطلقت شرارتها مساء الأحد الأول من مايو الجارى وتدخل اسبوعها الرابع على التوالى دون أن تلوح فى الأفق بوادر الفرج تبسبب انسدادت قنوات الحوار والاتصال وعدم اعتراف كل طرف بخطيئته والصاق التهمة بالآخر واعلاء المصالح الخاصة فوق المصلحة العليا للوطن وكسب بطولات زائفة على حساب شرف مهنة الصحافة حتى بات عدد غير قليل من المصريين ينقم على الصحافة والصحفيين.
الأيام الأولى من عمر الأزمة شهدت ارتفاع سقف مطالب نقابة الصحفيين الى اعتذار الرئاسة واقالة الوزير، ثم تراجعت المطالب «المتشنجة» الى الاكتفاء باعتذار الوزير فقط، وراح الوسطاء ينفضون أيديهم خشية الوقوع فى دائرة الاتهام بانصاف الداخلية على حساب النقابة أو العكس .
وفى محاولة للبحث عن حقيقة ماحدث لم أجد صورة واحدة أو مقطع فيديو لواقعة اقتحام النقابة، فى حين شاهدت من يقف على سلم النقابة ويردد هتاف جماعة الاخوان الارهابية «يسقط حكم العسكر» وهو هتاف فصيل سياسى يسعى جاهدا لتشويه سمعة البلاد واستغلال الأزمات داخليا وخارجيا
حقيقة الأمر فى اعتقادى ــ المتواضع ــ لا يخرج عن وجود مشكلة بالفعل، وكما قلت فى مقالين سابقين أن الداخلية أخطأت فى تقدير الموقف وأخطأت النقابة فى السماح باعتصام غير أعضائها وعدم تسليمهم للشرطة تنفيذا لقرار النيابة العامة بضبط واحضار متهمين على ذمة قضية تظاهر والتحريض والاعتداء على الشرطة، وقلت إن هناك استغلالا للأزمة من جانب االنخبة المأجورة من داخل الوسط الصحفى الذين انتهت مدة عملهم فى المجلس الأعلى وينتظرون العطايا فى تشكيل الهيئة الوطنية للصحافة وهناك من يستغل الأزمة من أصحاب الصحف الخاصة والفضائيات الذين تحولت مواقفهم وباعوا القضية حيث أعلنوا عدم مسئوليتهم عما نشرته صحفهم وقفزوا فى أول مركب وتركوا مجلس النقابة يواجه المجهول، ومع قرار الحكومة احالة مشروع قانون الصحافة والاعلام الموحد الى البرلمان يترقب «المشتاقون» بفارغ الصبر حصد المواقع داخل الهيئة الوطنية للصحافة.
ويبقى السؤال.. من يمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ؟
أعتقد لا أحد يملك هذه الشجاعة رغم أن الاعتراف بالخطأ خير من الاستمرار فيه.
كلمة أخيرة: حفظ الله مصر وطنا وشعبا وجيشا ورئيسا