الأهرام
عائشة عبد الغفار
خطر «المقاتلين الأجانب» وتصدى فرنسا للظاهرة!
تتوافد أعداد كبيرة من «المقاتلين الأجانب» نحو سوريا حيث تجاوز عددهم 12 ألف مقاتل من 81 دولة للانضمام للحرب الأهلية ولحركة الجهاد، ومن بينهم 2500 مقاتل من الدول الغربية ومعظمهم من دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا. وهناك عدة مئات قادمين من روسيا وإنما الأغلبية العظمى من العالم العربى.. ولا شك فى أن وجود هؤلاء «المقاتلين الأجانب» فى سوريا يبدو وكأنه سبب لتصاعد العنف واستمرار الحرب الأهلية ونقل رؤيتهم الضيقة للعالم نحو معسكر جديد والإقدام بالطبع على أفعال إرهابية وليس غريبا أن يصرح منسق الاتحاد الأوروبى لمناهضة الإرهاب بأن نحو الفي مقاتلا توجهوا إلى سوريا وجميعهم من دول الاتحاد الأوروبى.. والظاهرة تزداد يوما بعد يوم فهناك 250 مقاتل من بلجيكا ومائة من الدنمارك و270 من ألمانيا و120 من هولندا و51 من إسبانيا و30 من السويد و400 من بريطانيا و800 من روسيا الفيدرالية و700 من فرنسا وفقا لآخر احصائيات.

وبالنسبة لفرنسا فإن تلك الظاهرة مقلقة للغاية , ولذلك تضاعف الحكومة الفرنسية تجاربها وتبحث عن سياسات واقتراحات رادعة من أجل مناهضة الإسلام الراديكالى، ليس فقط من خلال إجراءات أمنية أو داخل أقسام البوليس وإنما فى عيادات علماء النفس والأطباء النفسيين والمعامل العلمية بعد أن انتشرت ظاهرة المقاتلين الأجانب الوافدين من منطقة الالب الساحلية «أى» الريفييرا الفرنسية ولقد تبنى محافظ «نيس»عملية ردع المقاتلين الفرنسيين الذين يحلمون بالانضمام للجماعات الجهادية بسوريا، حيث يصدر أوامره لموظفيه وللوزارات المعنية بتحديد هوية الشباب المعرضين للانزلاق فى سكة الإرهاب والانضمام للمقاتلين بسوريا. ولأن الرأى العام لم يعد متهما بهواجس الصدام مع مبدأ العلمانية المقدس فى فرنسا فإن المسئولين فى منطقة الآلب الساحلية يلجأون للأئمة من أجل معالجة الخطاب الدينى السليم ولجلسات العلاج النفسى من أجل اذابة نقاط ضعف الشباب المعرض للوقوع فى فخ التطرف.. وعدة مبادرات مهمة تسير على نهجها محافظات ومديريات أخرى فقد نجحت فرنسا من خلال تعبئة المدرسين والأساتذة والأطباء ورجال البوليس والقضاة فى احتواء الإسلام الراديكالى الذى يهدد كل منطقة المتوسط.. وفى كل أسبوع يجتمع عشرين شابا بمكتب المحافظ مع الأجهزة الاجتماعية ومسئولى التربية القومية والعدالة والأطباء والقضاة من أجل إحباط خطر المغادرة إلى سوريا وأحيانا يضطر المدرسون إلى اخطار البوليس بالتلاميذ المشبوهين .. إن ذلك لا يدخل فى ثقافة المعلم الفرنسى.. وإنما انبهار بعض الشباب بنداء «الخلافة» الجهادية يحفز السلطات على الترقب والحرص.. وإلى وقف الأئمة الراديكاليين عن بث سمومهم فى أخطر منطقة معرضة للراديكالية الإسلامية وهى الآلب الساحلية. ألم يكن أشهر واعظ فى فرنسا «عمر ديابى» مسئولا عن رحيل 40 مواطنا فرنسيا إلى سوريا و56 شخصا من الآلب الساحلية للانضمام إلى داعش.. ومنذ اغتيالات باريس وبروكسيل وفرنسا، على حذر حيث تم إغلاق خمسة جوامع فى منطقة الالب وإغلاق عدد من المتاجر والمطاعم مثل «سناك النصرة» اشارة لجماعة القاعدة بسوريا والذى كان يقدم فطائر اسمها «كاميكاز» و «كباب» يطلق عليه اسم «كلاشينكوف»! ليس بغريب أن فرنسا حاليا، تبحث عن حل للقضية الفلسطينية من خلال المبادرة الفرنسية وأنها تتبنى من جديد سياسة مناصرة للدول العربية المعتدلة فى المنطقة.. فهل الحوار الأوروبى ـ المتوسطى يجب ان ينطلق من جديد وهل هناك أمل فى أن يحقق مؤتمر دولى لمناهضة الإرهاب آمال دول تريد أن تحافظ على حضارتها؟ أم نحن على مشارف سايكس بيكو جديدة بمناسبة مرور مائة عام على ابرام هذه الاتفاقية؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف