الوفد
علاء عريبى
رؤى .. وليم صادق
وصلتنى (أول أمس فقط) رسالة من القارئ العزيز وليم صادق، وهى ليست الرسالة الأولى، فهو كثيراً ما يراسلنى مشكوراً فى المناسبات، وعندما تكون له بعض الملاحظات على ما أكتب، رسالة اليوم تختلف تماماً عن سائر رسائله، إذ إنه، وهذا يحذ فى نفسى، اعتقد أننى هاجمت الإنجيل وقلت إنه تم تحريفه فى مقال لى نشر يوم الثلاثاء 25 إبريل 2016، قبل أن أوضح له ما التبس عليه أنشر نص رسالته: «السيد الأستاذ علاء، تحية السيد المسيح سلام لكم، للأسف رصيدكم نفذ من الاحترام والإعجاب والحب، والسبب مقال الثلاثاء 25/4 بالجريدة المحببة لى (الوفد) الذى تناولت وتجرأت وأعلنت تحريف الإنجيل، وهذه سقطة سوف يكون عاقبتها عظيمة أمام الله، وكل من يردد ذلك كاذبون، لأن الجميع لا يمتلكون دليلاً على صحة هذا الإدعاء، وإنى أقول ولا أقول أكثر من أن السيد المسيح قال: "إن زالت السماء والأرض لن يزول حرف واحد من كلامى"، وقال أيضا: "سوف يقولون فيكم كلاماً كثيراً كاذبين باسمى، وسوف يأتى وقت كل من يقتلكم يظن أنه يقدم خدمة لله"، وسوف أختم كلامى بهذا الحديث: قال رسول الله: "من أذى ذمياً لن يشتم رائحة الجنة"، والسلام، وليم صادق، المعادى، 27/4/2016».
بالطبع يُحزننى جداً غضب الأستاذ وليم، لكن أقترح عليه أن يعود مرة أخرى للمقال، وهو قد نشر فى يوم 26 وليس 25 إبريل بعنوان «قد يكون»، وكنت أناقش فيه ما يتردد بين أتباع بعض الأديان، خاصة فى الثقافة الإسلامية، أن هناك أدياناً سماوية وأخرى أرضية، وقلت إن هذا يعد إدعاء لا يمكن تأكيده أو إثباته، لأن أتباع كل ديانة يرون أن ديانتهم (وهذا حقهم) هى الديانة الوحيدة الحقيقية، وأنها الوحيدة المنزلة من السماء، وأشرت إلى أن أتباع اليهودية لا يعترفون بالديانة المسيحية ولا الإسلامية، ويتهمون كتبهما بالتحريف أو أنهما صناعة بشرية، أما أتباع الديانة المسيحية فيؤمنون باليهودية كديانة نزلت من السماء، لأن المسيح جاء مكملاً ومصححاً لمسارها، وأن أتباع المسيحية لا يعترفون بالديانة الإسلامية ويرون أنها محرفة وصناعة بشرية، وبالنسبة لأتباع الديانة الإسلامية يعترفون باليهودية والمسيحية ويرون أنهما سماويتان، ونفس الشيء لا يعترف أتباع الديانة الإسلامية بالديانات التى جاءت بعدها، يرون أنها محرفة وصناعة بشرية.
وفى نهاية المقال قلت بالحرف: «أغلب الظن أن قضية السماوي والأرضي لا يمكن حسمها، وأن القول الفصل سنتلقاه فى الآخرة، يومها فقط، سنميز وبشكل قاطع وحاسم بين السماوى والأرضي، بين ما نزل من الله عز وجل، وبين ما اختلقه الإنسان وعبده».
كان على الأستاذ وليم صادق أن يتنبه جيداً للقضية التى أناقشها، خاصة وأنني كنت أعرض فقط ما يردده أتباع كل ديانة، وإذا عاد للمقال سوف يتأكد أنه تسرع واتهمني بدون وجه حق، وعلى أية حال أشكر حرصه واهتمامه ومتابعته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف