المساء
أحمد عمر
أصل الكلام- انضباط رئاسي
من كواليس مؤتمر الرئيس في أسيوط.. المواعيد بالدقيقة.. كان مقررا للمؤتمر أن يبدأ في التاسعة والنصف صباحا.. وقد دخل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي القاعة في الموعد تماما.. المسألة تجاوزت السلوك الشخصي لرئيس دولة يحافظ علي مواعيده بما يحمله هذا من رسائل ذات مضامين إيجابية كاحترام جمهوره إلي أن يصبح أسلوب عمل وسلوك حكومة مع تحفظات علي مسألة الحكومة تلك.
حتي يتضح القصد يكفي أن نعلم حكاية الخمس دقائق.. فوزير الكهرباء محمد شاكر أمضي ليلته في أسيوط لمراجعة ترتيبات الافتتاح وإجراء بروفة عملية علي العرض الذي قدمه أمام الرئيس.. وكان مقررا أن يستغرق هذا العرض 70 دقيقة لكن الوزير المتحمس اكتشف أنه يحتاج إلي إضافة 5 دقائق أخري لاستكمال الحديث عن إنجاز الدولة الذي حققته وزارته.. فأجري اتصالا هاتفيا بالرئاسة.
الناس علي دين رؤسائهم.. ويبدو أن الانضباط قد انتقل من الرئيس إلي وزراء.. لكن الواضح أنه مازال متعثرا لم يصل بعد إلي المرحلة التالية في غالب الأمر.. كثير من المؤسسات والشركات مازالت تمضي في حالة ما بين اليقظة والمنام.. فيدفع القائد الأعلي بقوته الضاربة.. ينزل إلي الميدان اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ليرفع العثرات ويرمم التصدعات.. حتي يستكمل الرئيس حلم بناء ما فات إلي حين تعود الدماء للسريان في الشرايين المتصلبة لبيروقراطيتنا العتيدة.. بالمناسبة البيروقراطية ليست سبة.. أنها الجهاز الإداري للدولة لكنها بفعل ظروف ضاغطة تراكمت علي مدار عقود أنتجت فسادا وأمراضا حولت هذا الجهاز الوطني من خدمة المجتمع إلي التخديم علي المصالح الضيقة لبعض من موظفيه وقياداته لم يجدوا نظاما ولا مناخا ولا رقابة ولا حسابا ولا قدرا عادلا من الأجور والمرتبات يجعلهم يكفرون بالدور والواجب والوطن.. نسأل الله الصلاح.
نرجع لمؤتمر أسيوط حيث كشف خطاب الرئيس في الشأن الداخلي عن بلورة ثلاثة معالم واضحة لرؤيته في تحقيق ما يمكن اعتباره "الحلم المصري" أو المشروع القومي الأعظم ألا وهو بناء الإنسان والمؤسسات والدولة الحديثة القوية.. هذه الملامح الثلاث لخصها الرئيس بقوله إن الهدف ليس تقديم حلول وقتية إنما بناء منظومة تلبي احتياجات المواطنين بصورة كريمة.. وتضمن القضاء علي الفساد.. وإصلاح البيروقراطية.. هذه العناصر الثلاثة هي القاسم المشترك لأهداف كل تطوير تنجزه الدولة بداية من محطات الكهرباء إلي صوامع الغلال مرورا بالإسكان واستصلاح الأراضي.. إذا كرامة المواطن هي الهدف الأول في رؤية الرئيس لمسئوليات الحكومة علي النحو الذي يجعل مصدر الفخر الأول وربما الوحيد لوزير التموين خالد خنفي في العرض الذي قدمه في أسيوط أمام الرئيس هو توفير السلع للمواطنين البسطاء "بكرامة".
** قرار الرئيس بشأن تسريع مشروع هضبة أسيوط الغربية هو تلخيص لكل ما سبق.. الأمل يتدفق في شرايين الملايين من أهالي أسيوط.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف