عصام العبيدى
إشراقات.. سقطت الطائرة.. ولن تسقط مصر!
فى كل بلاد العالم تسقط الطائرات.. وينتظر الإعلام العالمى ربما سنوات وسنوات.. حتى يصل لمعلومة أكيدة حول الحادث.. إلا فى مصر، بمجرد.. وقوع حادث من الحوادث.. تتسابق كافة وسائل الإعلام الدولى والمحلى منها على حد سواء فى استباق نتائج التحقيقات..والتكهن بأسباب الحادث.. وربما رسم سيناريوهات خيالية لما حدث..
والمؤسف ان التوقع الأقرب لديهم.. هو عمل إرهابى!! لأن العطل الفنى.. هو غالباً مسئولية مشتركة.. بين المطار الذى أقلعت منه الطائرة.. ومطار الوصول فى مصر، لأن هذه المطارات لا تسمح بإقلاع أية طائرة من أراضيها.. قبل التأكد من عوامل الأمان.. وإجراء كشف كامل على أجهزتها.. ومختلف أجزائها!!
أما العمل التخريبى - أو الإرهابى بمعنى أصح - فتتحمل نتيجته مصر.. خاصة إذا ما كان الاقلاع قد تم من أحد مطاراتها.. كما هو الحال بالنسبة للطائرة الروسية التى انفجرت..بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ!!
يعنى باختصار إذا قلنا إن الطائرة مصرية.. وأقلعت من مطار مصرى.. فإن كلمة عمل إرهابى إنما تعنى ان مصر بالبلدى كده.. هتشيل الشيلة كلها بمفردها!!
سواء كان ذلك بالادعاء بوجود خروقات أمنية فى المطارات المصرية.. فى إجراءات الدخول.. أو حتى شحن العفش والبضائع على متن الطائرات!!
أو الادعاء بوجود أيادٍ خفية داخل المطارات.. تعمل لمصلحة الجماعات الإرهابية.. مثل داعش وأخواتها.. تساعدها فى تنفيذ مخططاتها الإجرامية.. بزرع القنابل والمتفجرات!!
وهنا تتسابق الدول المعادية لمصر.. وحتى الدول الصديقة، كما حدث فى ازمة الطائرة الروسية، لمقاطعة المطارات المصرية.. بل وقد يصل بهم الشطط بعدم السماح.. بهبوط الطائرات المصرية فى مطاراتهم!!
أما عندما تسقط الطائرات فى أى بلد فى العالم.. فالأمر بالنسبة لهم أمر معتاد وﻻ يدعو للقلق!!
وكذلك الأمر إذا ما تسلل الإرهابيون إلى قلب المطار.. وفجروا انفسهم داخله.. كما حدث فى بلجيكا مؤخراً.. فالأمر ﻻ يثير القلق وﻻ الاستغراب.. وﻻ يدعو لمقاطعة المطارات البلجيكية!!
وفى حالتنا هنا وقد أقلعت الطائرة من مطار «شارل ديجول» بفرنسا.. وتحطمت قرب السواحل المصرية اليونانية.. فالأمر عادى أيضاً.. ولن يجرؤ أحد على اتهام المطارات الفرنسية.. بوجود خروقات أمنية فيها.. ولكن هنا ستتجه أغلب الترجيحات.. إلى ان الحادث قد يكون بسبب عطل فنى.. واتهام مصر للطيران.. بعدم الصيانة الدورية لأسطولها الجوى.. دون ان يتهموا فرنسا ومطاراتها بأى شىء!!
يعنى باختصار كده.. كده .. مصر مستهدفة.. هى هتشيل الشيلة لوحدها.. كما أسلفنا.. كما ان تدمير السياحة المصرية هدف أسمى لكافة الدول والشركات السياحية.. والأسواق المنافسة.. والتى تجيش الجيوش.. وتحرك قوتها الإعلامية لدك حصون مصر.. وتوجيه الضربات المميتة لها.. بزعزعة الثقة فيها.. وبث الرعب فى نفوس زائريها وسائحيها.. ولكن هيهات فمصر تمرض وﻻ تموت أبدا.. العبوا غيرها بقى!!