الوفد
علاء عريبى
رؤى- الطائرة المنكوبة
لا أحد يعرف على وجه التحديد الأسباب الحقيقية لسقوط الطائرة المصرية، وقد تظل الأسئلة معلقة لأسابيع أو شهور أو سنوات، وربما إلى الأبد، لكن المؤكد حتى فجر أول أمس أن الطائرة سقطت، وأن 66 شخصًا كانوا على متنها يمثلون العديد من الجنسيات، والمؤكد كذلك أن سقوط الطائرة قد يتسبب فى بعض المشاكل لمصر ولفرنسا أيضا، خاصة أن الطائرة من النوع الآيرباص فرنسية التصنيع، كما أن رحلة المغادرة كانت من مطار شارل ديجول الفرنسى، ويقال إن كان سقوط الطائرة بسبب عيب فنى وتقنى سوف تتحمله فرنسا بحكم أنها المصنعة للطائرة، وإذا كان الحادث قد وقع بسبب عمل إرهابى فهو يعنى أن خللًا أمنيًّا فى مطار شارل ديجول.
فى مصر نشعر بقلق وخوف، قد يتهمون طاقم الطائرة مثلما سبق واتهموا البطوطى فى الطائرة القادمة من أمريكا، وقد تتأثر شركة مصر للطيران، وقد تكون ضربة مؤلمة للباقى من السياحة المصرية، سوء الحظ يرافقنا، نخرج من حفرة ونقع في أخرى.
فى الفترة الخيرة تعددت الأخبار عن تأخر طائرات مصرية قبل إقلاعها، بسبب أعطال فنية، بعد ساعة او أكثر يتم إصلاح العطل وتقلع الطائرة، يتردد أن الأسطول المصرى يحتاج إلى تجديد، أغلب أو بعض الطائرات مر عليها سنوات فى الخدمة وحان الوقت لأن تستريح.
قبل عام أديت أنا وزوجتي العمرة، وعدنا من المدينة على الطائرة المصرية، بعد ساعة من الطيران، انتفضت بنا الطائرة، شعرنا بأنها تسقط أو على وشك التحطم، تشبثنا فى المقاعد، بعض الحقائب سقطت، تلونا الشهادة، لحظات من الرعب والفزع، خفت صوت الركاب واختفى تماما، لحظات من الصمت المميت، بعد دقيقتين عادت الطائرة إلى مسارها، وقيل: مطبات هوائية.
قبل فترة كنا فى طريقنا للسودان وارتجت الطائرة لثانية، وقيل مطبات هوائية، ومرة فى طريقنا لأداء فريضة الحج، كانت رجات لحظية، لم تكن أبدًا بالعنف ولا الطول مثل هذه المرة، بعد أن نجونا بحمد الله، ثارت عشرات الأسئلة فى ذهنى، كان أهمها: ألا يمكن للطيار أن يتفادى المطبات الهوائية؟، أليست مرئية؟، وكيف يخرج منها إذا سقط فيها؟، وهل ممكن أن تحطم الطائرة؟
لم يكن الوقت ولا المكان مناسبين لطرح الأسئلة، أبقيتها فى ذاكرتي إلى ما بعد عودتنا بسلامة الله إلى منزلنا، ولكن للأسف انشغلنا بالحياة، ونسيت أن أطرحها على بعض الأصدقاء أو الخبراء، وإن كانت تظهر وتعود عند قراءة أخبار تأخر إقلاع إحدى الطائرات بسبب أعطال فنية.
بعد ان نترحم على من فقدناهم فى الحادث المؤلم يجب أن نعيد النظر فى منظومة الطيران، من الناحية الأمنية، والناحية الفنية والتقنية، و يجب ألا نستسلم لظروفنا الاقتصادية ونجعلها تسيرنا، رحم الله ضحايا الحادث وألهمنا الصبر والقوة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف