عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. ويستمر مسلسل ضرب مصر
سيظل- لفترة طويلة- اختفاء أسباب سقوط، وإسقاط، الطائرة المصرية، مع مراعاة أن الطائرة أسقطت مباشرة فوق البحر المتوسط.. أي بعيداً عن أي احتمال للعثور علي دلائل للجريمة.. بعد أن غرقت الطائرة بكل أسرارها في منطقة من أعمق مناطق البحر المتوسط.. تماماً كما اختفت الطائرة الماليزية التي سقطت في المحيط الهندي، وهي في طريقها من كوالالمبور إلي الصين منذ عامين وبذلك أخذت المؤامرة علي مصر منحي آخر.. دون أن نتأكد من الأسباب..
** البعض يتحدث عن محاولة الوقيعة بين مصر وأكبر الدول التي ترتبط معنا بمصالح اقتصادية ومالية.. بل ومعنوية.. مثل روسيا وبالذات بعد توجه مصر إلي موسكو لتنويع مصادر أسلحة جيشها.. ومصر إيطاليا.. أكبر متعامل اقتصادي معنا- من بين دول أوروبا.. فجاءت جريمة الباحث الإيطالي ريجيني.. ثم ها هي فرنسا يحاولون إدخالها حلبة الصراع معنا، وبالذات بعد تنامي علاقات مصر معها عسكرياً بتوقيع صفقة طائرات الرفال.. ثم حاملتي طائرات الهليكوبتر ناصر والسادات.. مع علاقات مميزة سياسياً مع فرنسا التي كانت أول دولة أوروبية لا تقف منا موقف العداء منذ 30 يونية..
** إذن الهدف هو ضرب علاقات مصر القوية مع هذه الدول.. وهذا هو الصحيح، إلي حد كبير. ولكن مع فرنسا يصبح الأمر أكثر خطورة، ليس فقط لأن فرنسا استجابت لدور السعودية الذي أداه الأمير سعود الفيصل الذي طار إلي باريس وهو في شدة المرض، ليبلغ رئيسها موقفاً سعودياً واضحاً يمس المصالح الاقتصادية الفرنسية مع السعودية.. وأيضا موقف الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات الذي قام بدور مشابه مع فرنسا.. بحكم قوة المصالح الإماراتية- الفرنسية..
** وإذا كان الغرب قد حاول وبعنف ضرب روسيا مالياً من خلال تخفيض أسعار البترول- وروسيا من أكبر المصدرين- ولضرب الروبل الروسي.. ثم تبع ذلك بجريمة إسقاط إحدي طائراتها فوق سيناء.. وبذلك ضرب مصر وروسيا معاً.. فإن نفس المسلك عمد إلي جريمة الشاب ريجيني ليتم تعكير جو المصالح المشتركة بين القاهرة وروما..
وتجيء جريمة إسقاط الطائرة المصرية.. التي أقلعت من مطار شارل ديجول- وهو أكبر مطار فرنسي ويتنافس مع مطار فرانكفورت علي المركز الأول بين مطارات أوروبا، لضرب السياحة- وهذه المرة- إلي فرنسا، التي تجذب أكبر عدد من السائحين- وتحصل علي المركز الأول فيها بحجة أن الطائرة.. أقلعت من شارل ديجول!
** هنا نتساءل: هل السياحة هي الفاعل الذي يحرك المؤامرات.. ومن المستفيد سياحياً.. هل هي اليونان، أو قبرص.. أم تركيا وهي الجانب الأكثر ترجيحاً؟.. نقول ذلك لأن تركيا تحتل المركز الأول بين دول شرق أوروبا جذباً للسياحة، بعد غياب لبنان سياحياً.. وتونس بسبب الربيع العربي، أم تجمعت أسباب عديدة جعلت الجريمة تتم هذه المرة، من داخل فرنسا نفسها.. أم هي ثروة السلاح الفرنسي، البحري والجوي وفرنسا من الدول الأساسية لتصدير السلاح؟!
** لقد تشابكت الأسباب. ولكن يبقي أن الخاسر الأكبر، بل والهدف الأول، هو ضرب مصر وإسقاط الدولة المصرية.. بأي ثمن وليس فقط إضعافها.. حتي ولو تم ذلك عن طريق استخدام الأصدقاء في إيطاليا وفي فرنسا.. ولكن ماذا نتوقع أكثر من ذلك.. في الأيام القادمة..
كل هذا بينما- بيننا نحن المصريين- من هو غافل عما يحاك بنا!