الأهرام
محمد أمين المصرى
رسالة إلى الرجل الجسور عبد الفتاح السيسى
ونحن على أبواب مناسبتين، إسلامية بقرب قدوم شهر رمضان المبارك، ووطنية حيث نحتفل بثورة 30 يونيو التى أعادت لنا مصر من ثلة خائنة، وكان الشباب هم وقود هذه الثورة التى أجهضت فكر الاستعمار الإخوانى لمصر وللمنطقة جمعاء.. هذا الشباب سيدى الرئيس الذى تعرض لحملة تشويه سمعته والنيل من عزيمته ووطنيته، وكانت وطنيته هى تهمته، فمن تظاهر أو اعترض على توقيع أى اتفاقيات دولية ليس خائنا كما صوره البعض، فهؤلاء وطنيون درسوا فى صغرهم حدود الخريطة المصرية، وهكذا علمهم التاريخ وأدركوا هم معانيه.. هؤلاء الشباب وطنيون تماما مثل الذين وافقوا ضمنا على اتفاق ترسيم الحدود، فنحن على يقين بأن الدولة لن تفرط فى حبة تراب من أرض مصر.

سيدى الرئيس.. لعل خطيئة هؤلاء الشباب هو اختيار توقيت التظاهر أو الاعتراض لتزامنه مع ذكرى تحرير سيناء الغالية، فما كان يجب ربط الحدثين معا، ولكنها فورة الشباب.. فى حين تظاهر آخرون فى نفس المناسبة ولم يقترب منهم الأمن، ونحن ندرك تماما حيادكم حيال شباب وطنكم الذى تجتهدون ليكون فى مقدمة أمم العالم.

سيدى الرئيس.. من يبنى مساكن الشباب ويزرع ويخضر الفرافرة ويقيم المشروعات العملاقة من أجل رفعة مصر، اقتصاديا واجتماعيا، لا يخشى – وهذا عهدنا بكم دائما- معارضة طالب شاب، ولنعتبر هؤلاء حزبا سياسيا تحت التأسيس، والمعارضة كلمة ومعنى وليست خيانة، فالخونة أزاحهم الله عن مصر وهم الذين كادوا يبيعون الوطن، وهم جبناء لا يشاركون فى أى أنشطة على الأرض، ويجيدون فقط الإرهاب وقتل جنودنا وضباطنا من ابطال الجيش والشرطة.

سيدى الرئيس.. أنكم كأب لكل شبابك، وتشعر حقا ببؤس وشقاء أولياء أمور طلبة وشباب زج بهم فى السجون لمجرد انتفاضتهم من أجل مصر وليس غيرها، وهؤلاء ليسوا بخونة، فكم من أم وأب يفتقدان طعم الحياة فى غياب ابنهما، سواء كان فى سجن محكوما عليه أو غائبا أو ينتظر حكما، وهذا أصعب الألم، فالمرأة الثكلى تعرف أن ابنها عند مليك مقتدر، أما من وراء القضبان فيكون كضربة خنجر فى القلب الذى يئن وينزف دما على فلذة كبد كان من أوائل المنادين الى ثورة 30 يونيو.

سيدى الرئيس.. لكل رئيس تفويضا إلهيا بالحب والرحمة والعفو، والعفو عند المقدرة من شيم الكرام، وجميعنا يعرفكم رجلا جسورا وشجاعا وتحدثت بجرأة عن السلام بين الشعوب، ونحن نريد سلاما بين أبناء الشعب الواحد..فهؤلاء شبابك فى انتظار عفوك عشية رمضان و30 يونيو لتضئ قلوبا غاب عنها نورها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف