حسين حمزة
بكل صراحة- من الذي أشعل الحرائق؟
الأسبوع الماضي.. فاجأتنا سلسلة من حوادث الحرائق التي اشتعلت في عدد كبير من المنشآت الخاصة والعامة.. كان من أبرزها وأكثرها خطورة وتكبدا للخسائر حوادث العتبة التي تكررت ـ وحدها ـ ثلاث مرات في ثلاثة أيام.. أعقبها وقوع عدد كبير من الحوادث المماثلة في القاهرة وعدد من المحافظات الأخري. وما حدث.. وعشناه في الواقع من خلال شاشات الفضائيات والصحف.. أمر لا يمكن أن نتركه يمر مرور الكرام.. ويتحول إلي ذكريات تسجل في صفحات الكوارث في دفتر أحوال الدنيا.. لأنها بالفعل كانت ظاهرة أثارت الانتباه وأشعلت الشكوك في نفوس الكثير من المصريين.. وتباروا في تبادل التوقعات والتخمينات والتفسيرات.. وكلها في الحقيقة تفتقد الدليل الفعلي الذي يفسر لنا سر وقوع هذه الحرائق في أيام قليلة متتابعة.. الموضوع من وجهة نظري يستحق بالفعل أن يكون علي رأس اهتماماتنا وننتظر من جهات التحقيق المعنية «شرطة ونيابة عامة».. أن تجتهد وتبذل المزيد من الجهد بغية الوصول إلي حقيقة اشتعال كل هذه النيران وكشف أسرارها وتفاصيلها.. وإذا كانت قد وقعت بفعل فاعل وفقا لما تردد.. فليس هناك ما يمنع أن يتم الإعلان عنه وإقناع الرأي العام بفعلته.. والحدث الذي عشناه يستحق هذا الاهتمام وإن لم يحدث فسنكون لقمة سائغة بين أنياب مروجي الشائعات وأعداء الوطن ليفسروا علي مزاجهم ووفق أهوائهم ويقطعوا في لحم الدولة ويدوسوا علي مصلحة البلد وتجعلها محل شكوك من الغرب في موقفها الأمني الذي يؤثر سلبا علي تحقيق الاستقرار.. وبالتالي الاستثمار وتدفق السياحة التي مازلنا نحلم بعودتها إلي مصر في أسرع وقت.. سألني أحد الأصدقاء: هل تعتقد أن الماس الكهربائي ـ المتهم المستمر ـ هو السبب وراء اشتعال كل هذه الحرائق؟ قلت: بناء علي ما أعلن.. أشك.. فقد يكون هناك أسباب أخري سواء فنية.. أو إهمالا.. أو شدة حرارة الجو.. وأيضا لا استبعد أيادي خفية «الطرف الثالث» كما كان يطلق عليه في أثناء أحداث ثورة يناير.. فهي صاحبة مصلحة ملحة في إحراق البلد وإيقاف زحفها نحو التقدم بأي وسيلة.. وحتي لا نسهب في التفسيرات فلنترك أجهزة التحقيق تواصل عملها حتي ترد علينا بكشف الأسرار الذي أتمني أن يكون قريبا.. أقصد قريبا جدا.