المساء
أحمد سليمان
في حب مصر -ماذا نحن فاعلون؟
الآن تكاد تكون الصورة قد وضحت وتأكد بنسبة لا تقل عن 90% أن حادث سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس تم بفعل فاعل وليس بسبب عطل فني.
الشواهد كلها تؤكد هذا الاحتمال ومنها عدم صدور إشارة استغاثة وظهور حطام الطائرة الذي كان عبارة عن نصفين مما يؤكد أن الطائرة انشطرت سواء بفعل قنبلة من داخلها أو بصاروخ من خارجها. ولكن الاختلاف يكون فيمن أمر وخطط ونفذ هذا الحادث. وأري أن الفاعل في هذا الحادث لن يخرج عن ثلاثة:
الاول : تنظيم داعش الإرهابي الذي قد يكون جنّد وموّل من خطط ونفذ هذه الجريمة في مطار شارل ديجول الفرنسي قبل إقلاع الطائرة عن طريق تسريب قنبلة إلي داخلها وذلك انتقاماً لما يلاقيه أتباعه من أنصار بيت المقدس أو الموتورين الذين أعلنوا انضمامهم لهذا التنظيم الإرهابي في سيناء بعد العمليات الموجعة من القوات المسلحة المصرية لهؤلاء التكفيريين. وكان من نتيجة هذه العمليات إعلان القوات المسلحة السيطرة الكاملة علي سيناء وتطهيرها تقريبا من التكفيريين. وهروب العناصر التكفيرية من سيناء إلي غزة و ليبيا.
الثاني: أن يكون ما تناقلته وكالات الأنباء وبعض المواقع الإلكترونية صحيحاً من كون الطائرة المنكوبة قد أصابها صاروخ بطريق الخطأ من إحدي المقاتلات التركية التي تخترق المجال الجوي لليونان كل يوم وآخرها يوم الحادث حيث تم اختراق هذا المجال 42 مرة. وكلنا يعلم ما أصاب تركيا بسبب التقارب المصري مع قبرص واليونان مؤخراً.
الثالث: أن يكون الحادث نتيجة مؤامرة أمريكية بريطانية تركية لعدة أسباب:
ـ تدمير العلاقات المصرية الفرنسية بعد التقارب الشديد بين الدولتين خلال العامين الماضيين عن غير رغبة الدول الثلاث وهي العلاقات التي أثمرت عن مد مصر بطائرات رافال وحاملات الطائرات ميسترال وغيرها مما انعكس علي تغيير ميزان القوي بمنطقة الشرق الأوسط لصالح مصر بشهادة المنظمات والهيئات الدولية. واخيراً دخول مصر وفرنسا بقوة علي طريق حل القضية الفلسطينية بآليات جديدة ربما تصل بالقضية إلي مرحلة الحل النهائي وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة ولا بريطانيا ولا تركيا.
ـ لم تجد الولايات المتحدة طريقة لوقف النمو المصري في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية بافتتاح مشروعات كبري والبدء في إقامة غيرها وفي ظل الاكتشافات البترولية والغازية التي ـ كما يؤكد الخبراء ـ سوف تنعكس علي الوضع الاقتصادي المصري في القريب العاجل فجاء هذا الحادث ليضرب السياحة المصرية في مقتل ويؤخر وتيرة التقدم المصري. هذا بخلاف ما تعانيه الولايات المتحدة من غليان بسبب الرئيس السيسي وما فعله بهم طوال عامين.
ـ إعلان بريطانيا السريع والغريب إرسال فريق للمساعدة في التحقيقات الجارية بشأن الكشف عن أسباب سقوط الطائرة علي الرغم من أن أحداً من الدول الثلاث ذات العلاقة المباشرة بالحادث "مصر وفرنسا واليونان" لم تطلب من بريطانيا التدخل. وربما كان التواجد البريطاني هدفه مخابراتي بالمقام الأول.
ـ إسراع السيدة هيلاري كلينتون بالإعلان عن أن سبب سقوط الطائرة هو وجود قنبلة عليها. تماماً كما فعلت في حادث سقوط الطائرة الروسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ.
هذه الشواهد وهذه المعلومات تؤكد أننا أمام حادث إرهابي وتضعنا أمام سؤال مهم : ماذا نحن فاعلون؟
أعتقد أن الاجتماعات التي عقدها مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي بحث الإجابة عن هذا السؤال بشكل مفصل. وناقش كل الاحتمالات التي من الممكن أن تكون سبب الحادث. وكذلك رد الفعل الواجب علي مصر اتخاذه تجاه من يثبت تورطه في ارتكاب هذه الجريمة.
إنني متأكد تمام التأكد أن جهازي المخابرات العامة والمخابرات العسكرية المصريين يقومان الآن بدورهما المنوط بهما لمعرفة مرتكب الحادث وربما القبض عليه والترتيب لطريقة الرد علي المنفذين سواء أكانوا أفراداً أو تنظيمات أو حتي دولاً. وسواء أكان هذا الرد في العلن أو في الخفاء.
إن القلب ينفطر إذا فكر العقل في اللحظة التي انفجرت فيها الطائرة ..ماذا كان حال كل من عليها من الرعب وهم يرون أنفسهم لا يفصلهم عن الموت سوي ثوان؟!!!
رحم الله شهداء الطائرة المصرية وألهمنا وألهم ذويهم صبر المؤمنين. ويكفينا قول الحق سبحانه وتعالي: "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون" صدق الله العظيم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف