استكمالاً لما تناولته هنا الأسبوع الماضي، أشير إلى تفاصيل وأبعاد وقائع المعركة التي خضتها مع لصوص الأرض في مطوبس، والتي كانت كما أشرت بمثابة قطعة التورتة لكل لصوص مصر من وزراء ومحافظين ولواءات وضباط.
كانت تأتيني هذه القصص أشبه بأساطير، ومنها ما أوضحته من أن قوات الأمن المركزي هي التي كانت تقوم بالتأمين، حيث إن قائدها في ذلك الوقت أصبح من أصحاب الضيعات.. وأن وزير الداخلية في ذلك الوقت بني سجناً وأمر أحد رؤساء المدن ورئيس إحدى الجمعيات بدفن أي معترض من بسطاء الأهالي في هذا السجن.
ورغم مساعي الترهيب لم أبالِ بما واجهته من أجل كشف هذه الفئة من اللصوص. وأضيف أنني في أحد الأيام، فوجئت بأحد هؤلاء يقدم لي أوراقاً ممهورة من يوسف بطرس غالي إلي وزير الزراعة لموافقته له علي ألف فدان، طالباً مني أن أنهي له هذا الموضوع، مقابل مائة فدان.. وترك الورقة لي.. فاتصلت حينها بالرقابة الإدارية بكفر الشيخ للتصدي لهذا الموضوع.. وذهبت إلي البرلمان لمناقشة هذا الموضوع ضمن استجواب ونوقش.. أذكر يوماً أن هددت بالاعتصام في البرلمان لميوعة وزير الزراعة حينها أمين أباظة في محاولة صمت منه لضياع الأراضي.
أما معركة الأرض التي حاولت عصابات مع الأوقاف سرقتها فكان هناك موقف سطرته مضابط البرلمان واللجان والفضائيات والصحف. والحق كان لأحمد زكي عابدين موقف مشرف مساند لي، في الحفاظ علي هذه الارضي، وكلما ذهبت إلي لجنة لمناقشة الأمر أو فضائية أجده مسانداً لي. كما لا أنسي موقف اللواء صلاح سلامة المساند لى فى وقف تعدى مسئولى المحليات على أراض هناك.. هذه الأراضي التي حافظت عليها وتصديت لكل عصابات اللصوص.. هي اليوم تبلغ ما يقرب من خمسة عشر ألف فدان علي البحر الأبيض المتوسط.. هي ثمرة معارك لا ينكرها إلا جاحد بلغ منه الجحود كل حد.
إن قصة أراضي مطوبس ومعاركها في حاجة إلي توثيق ما بين من حافظ عليها، وبين من خضع تحت أقدام الوزراء والضباط.. وأكثر ما أسعدني أنني كنت تلقيت اتصالاً من الدكتور يحيي عيساوي داود رئيس مدينة مطوبس قبل الانتخابات الأخيرة بشهور يبلغني فيه بأن هذه الأرض ستقام عليها أفضل المشروعات للمنطقة هناك.. مشروعات لم تكن في هذه المناطق في حالة تمكن اللصوص من هذه الأراضي.. والتي حرم أهل هذه المناطق من كل شيء.. وأصبح البحر مقبرة لهم بعدما سرقوا خيرات مناطقهم وزراء ومحافظون وضباط.
من بين هذه المشروعات المزرعة السمكية ومحطات الكهرباء والصرف الصحي ومياه الشرب الجديدة والمستشفيات.. إن معاركي وكلماتي التي سطرتها الصحافة ومضابط البرلمان ومحاضر اللجان واتخذت منها الفضائيات إشارات في مقدمة برامجها.. لدينا وزراء ومحافظون وضباط كبار سرقوا أراضي مطوبس.. هي ترجمة لمقولة لا يضيع حق وراءه مطالب.. إنها مجرد سطور فى معركتى مع لصوص الأرض.