مؤمن ماجد
ضد التيار- صحافة "توك توك"
اسوأ ما نفعله هو اننا نخفي رءوسنا في الرمال أمام أي مشكلة صغيرة حتي تتفاقم وتصل إلي مرحلة استحالة الحل وتصبح أمراً واقعاً ولا نجد مفراً من التعامل معها حتي دون الاعتراف بها.
الأمثلة علي ذلك لا حصر لها فمثلاً في قضية التوك توك رفضنا الاعتراف به في البداية وتركناه ينتشر في كل مكان حتي أصبح الآن يسير في وسط البلد وارقي شوارع القاهرة وفي كل المحافظات ولكن كالعادة فإن الدولة لا تجد مفراً من التعامل مع التوك توك حتي دون الاعتراف به.
التعامل الخاطئ مع التوك توك أدي إلي وجود طبقة من السائقين لا تعترف بقواعد المرور ولا تتعامل مع الركاب بأي طريقة آدمية وتدمن المخدرات وتستغل التوك توك في الجرائم ولم تعد هناك وسيلة للسيطرة علي هذه الفئة التي تمثل خطراً علي المجتمع ومع ذلك لا يستطيع المجتمع الاستغناء عنها لانها وسيلة نقل أساسية خصوصاً في المناطق العشوائية والنائية والريفية.
ما حدث مع التوك توك يحدث الآن مع الصحافة الالكترونية.. نقابة الصحفيين والمجلس الأعلي للصحافة وكل الجهات في الدولة لا تعترف بالصحافة الالكترونية رغم انها تتعامل معها وتعتبرها وسيلة أساسية لنقل الأخبار والمعلومات.
المشكلة ان عدم تقنين أوضاع الصحافة الالكترونية وعدم وضع ضوابط ومعايير لها جعلها تتحول إلي ما يشبه التوك توك لأن أي شخص يستطيع بعشرة آلاف جنيه علي الأكثر انشاء موقع اخباري الكتروني ويتحول إلي وسيلة الأخبار والمعلومات حتي لو لم يكن يملك الخبرة أو القدرة أو حتي أبسط مهارات العمل الصحفي.
النتيجة ان هناك صحافة الكترونية ضالة ومضللة لا تلتزم بالمهنية ولا تراعي الدقة في الأخبار ونسطو علي المواقع الأخري وتنقل عنها دون تمييز أو تحقق فتتحول الشائعة إلي حقيقة وغالباً ما يكون لها آثار مدمرة.
الصحافة المطبوعة تتعثر.. ولم يعد الناس يقرأون والتفوا حول متابعة المواقع الاخبارية وإذا لم نعترف بالصحافة الالكترونية ونقنن أوضاعها فإننا حتماً نصنع صحافة "توك توك".. وعلينا ان نتحمل العواقب.