طارق الأدور
الفوز ليس كل مكاسب الأهلي
مكاسب فوز الأهلي علي روما فاقت الوصف. ومن وجهة نظري فإن الفوز التاريخي الذي حققه الأهلي 4/3 علي الفريق الإيطالي يعتبر أقل المكاسب أهمية.
ورغم أن كرة القدم لا تعترف تاريخياً إلا بالنتائج.. فهي التي تظل خالدة ومسجلة في سجلات التاريخ. فإن هذه المباراة بالذات أعتبرها استثناء لتلك القاعدة. لأن مكاسبها خارج النتيجة أكبر وأعمق.
أكبر هذه المكاسب هو الصورة الحضارية التي ظهرت عليها المباراة في كل مناحيها.. أرض الملعب.. الشكل الحضاري. والهندسي لاستاد هزاع بن زايد.. الحضور الجماهيري النموذجي. وسلوك تلك الجماهير. الذي فاق الوصف في الالتزام والتشجيع من الكبير للصغير. من الطفل للشاب للعجوز. من الرجل للمرأة.
ومرة أخري أثبتت الشقيقة الإمارات أنها أرض مصرية.. لا تشعر فيها بالغربة. أو تعتبرها أرضاً خارجية. وإنما هي بقعة من أرض مصر بحفاوتها وكرمها وأهلها.. واستضافتها لحدثين كبيرين خلال نحو 7 شهور. وهما مباراة السوبر المصري بين الأهلي والزمالك يوم 15 أكتوبر الماضي. ثم المباراة الأخيرة بين الأهلي وروما. وبهذا النجاح منقطع النظير. يجعلها المحطة القادمة للأحداث الكروية الكبري. حتي تعود جماهيرنا للمدرجات. ونصل إلي هذا المستوي من الاحترافية
أما عن النقل التليفزيوني.. فحدث ولا حرج.. فهو نموذج رائع لاستغلال كل التكنولوجيا الحديثة للنقل التليفزيوني بشكل لا يقل خردلة عما نشاهده في دوري أبطال أوروبا. المسابقة الأفضل في النقل التليفزيوني في العالم.
المكاسب الفنية عديدة. ولا تُحصَي. وأبرزها عودة العديد من النجوم إلي حالتهم الفنية والمعنوية. وعودة الثقة لهم.
الأهلي خاض المباراة بعشرين لاعباً. وهو عدد ضخم من اللاعبين يؤدي في الكثير من الأحيان إلي حالة من عدم التجانس بسبب كثرة التغييرات. ولكن هذا لم يحدث.. وربما كان العكس. لأن البدلاء أدوا أفضل ممن بدأوا المباراة.
المهم أن مارتن يول بدأ بتشكيلة تفتقد إلي 5 لاعبين ممن يشركهم المدير الفني الهولندي كأساسيين علي مدي المباريات الماضية. وهم أحمد حجازي. وحسام عاشور وعبدالله السعيد ورمضان صبحي وإيفونا. فتألق أغلب بدلائهم. وعلي رأسهم أحمد فتحي العائد للوسط. ووليد سليمان وأنطوي. صاحب الهدف الأول وصالح جمعة. ويستثني من ذلك محمد نجيب بديل حجازي لمشاكل الدفاع في المباراة.
كما أن باقي البدلاء تألقوا حين لعبوا وعلي رأسهم أحمد الشيخ صاحب هدف الفوز. خلال 8 دقائق لعبها. وعبدالله السعيد. وحسام عاشور. وسعد سمير. وحسين السيد. وباسم علي.
التوليفة التي صنعها مارتن يول في المباراة. تجعله في حيرة فيما تبقي من مباريات الموسم لاختيار تشكيلة أساسية بعد العودة الهائلة لأنطوي. ووليد سليمان. وأحمد الشيخ وعمرو السولية بشكل خاص.
كسب الأهلي أيضاً فيما حقق من إنجازات تلك الدفعة المعنوية الهائلة بالأداء الراقي في المباراة. والذي أشاد به أسطورة كرة القدم في التاريخ دييجو مارادونا.
أما آخر المكاسب فهو النتيجة نفسها. التي حققها الأهلي بالفوز برباعية علي روما. وهو أكبر فوز علي فريق أوروبي في التاريخ.