الأهرام
محمد حسين
الرحلة 804 «سابقا» !
لم تعد رحلة مصر للطيران القادمة من باريس تحمل رقم 804، بعد أن قامت الشركة بتعديله إلى 802، بعد حادث الطائرة الأليم، الذى وقع فى الساعات الأولى من صباح الخميس الماضى، وأدى الى مصرع 66 راكبا كانوا على متنها.

يأتى تعديل رقم الرحلة تقليدا لاجتياز الأثر النفسى للحادث، ولكن الرقم السابق للرحلة سيبقى جاثما و«مغروزا» فى الذاكرة ، إلى أن تتوصل مصر إلى أسباب سقوط الطائرة، فى إثناء رحلة عودتها من مطار «شارل ديجول» بباريس.

يجب على الدولة المصرية فى هذه الظروف الحرجة ، إن تكثف من جهودها، لمعرفة كل ملابسات الحادث، خاصة بعد حملات التشكيك فى إجراءات السلامة والامان فى مصر للطيران، والتى بدأت مباشرة فى الصحافة العالمية، قبل وجود أى معلومات عن الحادث، ثم مع ترجيح الخبراء «فرضية» العمل الارهابى، باستخدام قنبلة فى سقوط الطائرة، بعد خروجها من المجال الجوى اليونانى بدقيقتين.

إن هناك حملة أكاذيب وتشويه ليست لشركة الطيران الوطنية فقط ، لكن لمصر كلها، وهو ما كشفت عنه استقالة مراسلة صحيفة «لى سوار» الفرنسية بالقاهرة، لرفضها كتابة تقرير ضد شركة مصر للطيران، وتوجيه الاتهام إلى الأمان فى الشركة، بعد أن طلبت إدارة الصحيفة منها ذلك، وهو ما رفضته المراسلة، لأن سبب الحادث ـ كما رأت ـ غير معروف.

لقد انتصرت المراسلة لضميرها المهنى، ورفضت تزييف وخيانة الحقيقة، فى الوقت الذي تستهدف فيه مصر من أطراف عديدة، تتجاوز منظمات إرهابية وكيانات وهمية، إلى أجهرة دول وقوى، مازالت غاضبة لأن مصر أفسدت عليها «وليمة» مشروعها «المشبوه» فى المنطقة.

> فى الختام.. يقول مارك توين: «يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض فى انتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف