محمد جبريل
ع البحري- النقل العام.. وإهدار المال العام!
قد يبدو خلطاً للأوراق حين نزاوج بين البطالة التي تعد من أهم المشكلات التي يعانيها المجتمع المصري. وبين الصيانة باعتبارها مشكلة أخري مهمة.
ما أعنيه حل أزمة البطالة لاعداد كبيرة من الشباب المتدرب فنياً. وإطالة العمر الافتراضي ـ فضلاً عن عدم اختزاله! للمعدات والآلات التي تموت ناقصة عمر بسبب الاهمال وغياب الصيانة.
اقتراحي أن نعين متدربين فنيين في مواقع عمل. يتولي كل متدرب معالجة الاخطاء الفنية. ويستبدل التالف. ويحافظ دوماً علي الطاقة الانتاجية ومعدلات الاداء.
لكي أوضح الفكرة. فإني أدعوك ـ علي سبيل المثال ـ إلي ركوب سيارة أوتوبيس للنقل العام. لقد رد رئيس أسبق لهيئة النقل قبل أن يصله خطاب الاقالة من منصبه. علي ملاحظة كتبتها حول سوء الخدمة. يؤكد أن لكل سيارة عدداً من الفنيين والعمال يتولون صيانتها. بحيث لا تبدأ السير إلا بعد أن تصبح عروساً تجتذب أعين الخطاب. والخطاب ـ بالطبع ـ هم المواطنون الذين تعد الأوتوبيسات وسيلتهم الرئيسة في التنقل. لا متابعة من أي نوع ولا صيانة. الكراسي مبقورة. والنوافذ محطمة. أو متسخة بصورة قاسية. والاضاءة غائبة. والنظافة موكولة إلي ملابس الركاب.
لابد أنك سعدت مثلي بالسيارات الفاخرة التي دعمت بها دولة الامارات أسطول النقل العام في القاهرة. لم يتح ـ لظروف حية ـ أن تكون السعادة تطبيقية. بمعني أن أفيد من السيارات الجيدة. أتناسي ما ألفته من الاهمال الذي عانته السيارات القديمة. وهي ـ في الحقيقة ـ لم تكن قديمة إلي الحد الذي دفع بها إلي "التكهين". لكنه سوء الاستعمال والاهمال. وفقدان الصيانة الذي يقصف اعمار ما كنا نأمل أن تطول رفقتنا له.
قد يؤكد البعض أن الصيانة جزء من أداء أيه مؤسسة. وهو ما قد يمثل إطار الصورة. أما الصورة نفسها فهي تعاني الارتباك والفوضي وسوء الاستخدام وغياب الصيانة الحقيقية والمتابعة. وتحتاج بصورة ملحة ـ إلي مسئول محدد في موقع بالذات. يتولي صيانة ما يضمه الموقع من معدات وتجهيزات. فلا يتهالك أو ينقصف عمره!
أذكر ملاحظة السائحة الفرنسية التي أشادت ـ في قناة فضائية ـ بطيبة الشعب المصري. وجميل ضيافته. لكنها عابت الاهمال الواضح في صيانة ممتلكاته!
نقرأ كثيراً عن الدورات التدريبية لاعداد من الشباب في أعمال الصيانة. يبقي أن تنعكس تلك الدورات في أسلوب حياتنا. في تطوير الاداء. والحفاظ علي القدرة والامكانية.
إذا عنينا بأن يتولي الصيانة متدربون فنياً ـ كل في مجال محدد ـ حتي لو كان عربات قطار. أو أوتوبيس ـ فاننا نسهم من ناحية. في تقليل مشكلة البطالة. ونسهم من ناحية ثانية. في الحفاظ علي المال العام.