نصف الدنيا
أمل فوزى
الجميلة النائمة..
عشرات الفعاليات والمؤتمرات التى نحضرها للمشاركة فيها أو لتغطية أحداثها قليل منها يستمر فى الذاكرة. والأقل هو ما نظل نتحدث عنه ونحرص على أن نروى تفاصيله لأبنائنا وأحفادنا، ومؤتمر دعم الاقتصاد المصرى واحد من هؤلاء، فرغم أننى حضرت العديد من المؤتمرات الكبرى بعضها عقد فى نفس المكان بشرم الشيخ ومنها منتدى دافوس الذى يعتبرونه أهم مؤتمر عالمى يشارك فيه قادة العالم ويباهى مديره كلاوس شواب دائما بأنه الأكثر تنظيما والأكثف حضورا من رؤساء الدول وأصحاب المؤسسات الكبرى، فإننى أرى أن المؤتمر المصرى فاقه فى الحضور من حيث العدد والتنوع فى انتماءات المشاركين، شعرت ككل الحضور بالفخر بمصر وشعرت أن مصر الملهمة تعود حتى إننى أحسست بأن بعض القادة قد ارتجلوا كلمات لم تكن مجهزة مسبقا عبروا بها عن مساندتهم وحبهم لمصر، كلمة حكمة قالها الرئيس: مصر تستيقظ الآن، فعلا مصر كالجميلة النائمة نامت رغما عنها لسنوات طويلة وآن الأوان أن تصحو.

************************

لأول مرة يتحقق لمصر فى هذا المؤتمر أمر لم يتحقق فى أى عصر سابق على امتداد العقود السبعة الماضية ألا وهو الإجماع الدولى واكتساب تأييد كل الدول شرقا وغربا، عربيا وإفريقيا، فالرئيس جمال عبد الناصر كان يحظى بتأييد العرب وإفريقيا ولكنه خسر أوروبا وأمريكا، والسادات كان معه فى البداية العرب ثم أصبح معه الغرب فقط دون العرب وإفريقيا، أما مبارك فقد كان معه تأييد الغرب والعرب ولكنه لم يلتفت لأفريقيا على الإطلاق ولكن السيسى بهذا المؤتمر حقق المعادلة الصعبة فى الجمع بين تأييد كل الأطراف، فقد حرص على مشاركة واسعة من دول أفريقيا ليكونوا جنبا إلى جنب مع قادة أوروبا وذلك فى تجمع ربما لا يحدث إلا فى الأمم المتحدة على ما أعتقد بل وجعل بعض القادة الأفارقة يسبقون قادة أوروبا فى إلقاء الكلمات وربما هذا ما جعلنا نستمع إلى كلمات افتقدناها منذ زمن سواء من قادة شهد هذا المؤتمر تحول استراتيجى فى مواقفهم أو آخرين عادوا يقولون عبارات لم نسمعها من عقود طويلة وهى أن مصر هى قاطرة تقدم أفريقيا وهى الشقيقة الكبرى أو إما أن نسبح سويا أو نغرق سويا وربما أصيب بعض رؤساء بعض دول أوروبا بحمى حب مصر وأعلنوا عن تأييدهم الكامل لها اقتصاديا وكذلك مساندتها فى حربها على الإرهاب وهو ما دفع لأن يكون موقف كيرى وزير خارجية أمريكا مختلفا للمرة الأولى وإن كان لسانه فى البداية فضح انتماءه العميق لإسرائيل حيث ذكرها بدلا من مصر، إن ما حققته مصر فى هذا المؤتمر لهو مكسب كبير وعلينا أن نحافظ على تلك المكاسب ونسعى لتنميتها .

************************

البنت طالعة لأمها

من فينا من لم تقلد أمها فى طفولتها من لم ترتدِ حذاءها وتضع من أدوات تجميلها، وقد تأتى فترة المراهقة ونريد أن نشعر باستقلالنا ولكن وبمجرد أن نتزوج ونصبح أمهات نتحول لنسخة من أمهاتنا، والبعض لم يكتف أن يقتدى بالأم فى السلوك والتصرفات وإنما فى المهنة كذلك والبعض يحقق نجاحا يماثل وربما يتفوق على الأم، ومن هنا جاءت لى فكرة هذا العدد الذى تحمس الزملاء له لكى يخرج بهذا الشكل المتميز، وكل عام وكل أم بخير.

نور الكلمات

«أيها الشباب أعيدوا تقييم مصر. ثم أعيدوا بث الإرادة في أنفسكم فالحياة أعظم من أن تنقضي بلا إرادة. أعيدوا لمصر قوتها تنقذوا مستقبلكم». الكاتب السعودى جميل الفارسى
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف