الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- الانتحار وتعويضات الطائرة
إذا لم يكن صعباً أن نقنع الإعلام المصرى بالتزام الشفافية، تنفيذاً لميثاق الشرف الصحفى �المصرى�، فإنه من الصعب أن نلزم الإعلام الأجنبى بهذه الشفافية، خصوصاً أن هناك �من يدفع� وبسخاء لهذا الإعلام لكى يعمل على تشويه سمعة مصر.. بمناسبة، وغير مناسبة.. أما إذا كانت هناك مناسبة.. فالأمر يصبح غاية فى الصعوبة!!
مناسبة هذا الكلام هو ما حاولت شبكة أخبار �CNN� الأمريكية جر الإعلام الخارجى الى ناحية تؤكد سوء نية الكثير من هذه القنوات الإعلامية.. بالذات فى حادث �إسقاط� الطائرة المصرية فى منطقة تلتقى ـ وتتفرق ـ عندها فقط الحدود الجوية اليونانية ـ والتركية شمالاً والمصرية جنوباً. أى نقطة يمكن أن �تتوه�، فيها الحقائق والمعلومات.
<< وأخطر ما حاولت قناة CNN الإيحاء به� هو احتمال انتحار قائد الطائرة المصرية.. دون أن تشرح لنا هذه الشبكة معنى انحراف الطائرة بدرجة 90 درجة شمالاً، ثم 360 درجة يميناً.. وأنها هبطت من ارتفاع 37 ألف قدم الى 15 ألفاً ثم 10 آلاف!! فهل هذا سلوك قائد طائرة قرر الانتحار.. أم ان القناة تحاول تغطية هذه الجريمة.. تماماً كما حاول الإعلام الأمريكى نفسه الإيحاء بأن الكابتن البطوطى قائد الطائرة التى أسقطت عام 1999 بعد أن غادرت الميناء الأمريكى مباشرة، بأنه فعلاً انتحر حتي يبعد الإعلام الأمريكى تهمة إسقاط أمريكا لهذه الطائرة.. ليس فقط من أجل التعويضات وهى بملايين الدولارات ولكن لإبعاد تهمة إسقاطها صاروخياً لدخولها منطقة حظر للطيران.. وحتى لا تتأثر مبيعات طائرات البوينج الأمريكية الصنع.
<< ونفس الهدف تعاد صياغته الآن مع الطائرة المصرية فوق البحر المتوسط.. بذكر لعبة انتحار الطيار.. فهل هى لإبعاد أى تهمة عن تركيا ـ وكانت الأقرب ـ الى موقع إسقاط الطائرة.. أم بسبب التعويضات المالية.. أم هى بسبب ما ذكر أمس عن المناورات الحربية الجوية الإسرائيلية التى بدأت� من يوم 18 مايو وتستمر حتى يوم 6 يونية؟.. كل هذه افتراضات وأسئلة تبحث عن إجابات لن يحسمها إلا العثور على الصندوقين اللذين يحويان تسجيلات لكل� ما يجرى على الطائرة.
<< وتبقى حكاية الدخان الذى تردد ذكرها فى كل ما نشر على مدى يومين وأنه انبعث من �حمام� الطائرة المجاور لكابينة القيادة، كما ذكرت �الوفد� أمس، فهل دخل راكب ما الى الحمام وترك شيئاً ما تسبب فى هذا الدخان الذى يمكن أن يعقبه انفجار يؤدى الى سقوط الطائرة؟.
ولكن الإجابة ستكون حاسمة إذا وصلت غواصة قطاع البترول المصرى الى منطقة سقوط الطائرة.. وهل الطائرة تمزقت فى السماء.. أم سقطت سليمة فى البحر.. رغم أن وجود أشلاء وأمتعة الركاب وبعض أجزاء الطائرة يرجع إلي أن الطائرة انفجرت وتمزقت فى الجو؟.
<< كل هذه الافتراضات يجيب عليها الوصول الى جسم الطائرة �سليماً أو محطماً� تحت المياه.. ونتمنى أن يكون العمق ـ هناك ـ يسمح لوصول الغواصة الى الطائرة.. لأنها لا� تستطيع الغوص بعيداً أكثر من إمكانياتها.
وسيظل أسباب سقوط، أو إسقاط، الطائرة لغزاً ربما لسنوات عديدة.. بشرط الوصول الى بقايا الطائرة.. وإعادة تعويمها أى انتشالها ثم إعادة تركيب أجزائها ـ كما فعل الأمريكان ـ مع طائرة لوكيربى.. ليعرفوا أسباب سقوطها.. وربنا يصبر أهالى الضحايا الشهداء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف