الجمهورية
صلاح الحفناوى
.. أغيثونا
لم يعد امامنا سوي اطلاق الصيحة الشهيرة للفنان احمد زكي في ختام فيلم "ضد الحكومة" عندما صرخ باكيا في ساحة القضاء أمام حماة العدل: اغيثونا.. اغيثونا يرحمكم الله.. كان يستغيث من طوفان الفساد والفوضي وسطوة النفوذ وغياب الضمير.. فهل نظامنا التعليمي العام بعيد عن ذلك.. أليس هو مثالا للفوضي والتخبط والعشوائية وتغييب العقل وافساد الاخلاق.
اغيثونا.. من وزارة يترأسها وزير خلوق وعالم في مجاله وشخصية لها اعتبارها.. ولكنه غير قادر علي مواجهة انهيارها وغير قادر علي انقاذ ما تبقي من كرامة نظامنا التعليمي الحاصل علي المركز قبل الاخير بين 145 دولة.. وزير يكرر اخطاء من سبقوه ويدور في فلك الافكار المعلبة.. من نوع تغليظ عقوبة الغش والسجن او الغرامة لمن يضبط متلبسا باعطاء درس خصوصي.. وشرح المناهج في اعمال مسرحية بمدارس لا يوجد بها مقعد لتلميذ ناهيك عن مسرح للفنون.
التعليم العام في مصر قضية امن قومي.. ابناؤنا هم زادنا للمستقبل فإذا فسدوا فقدنا بوصلة الطريق.. ونظامنا التعليمي التربوي يكرس الفساد: عندما يصر علي مناهج هي اقرب الي الطلاسم ولا تتناسب مع اعمار التلاميذ او الطلاب فتصبح الدروس الخصوصية هي الحل.. وعندما يري الطالب استاذه وقدوته يتعمد عدم الشرح في الحصة الرسمية ليجبر طلابه علي الدروس الخصوصية.. عندما يصر علي نظام الثانوية العامة الذي يختصر حصاد رحلة تعليم تقتطع من عمر الابناء 14 عاما.. في نتائج نظام امتحاني شديد الغباء.. ويضع مستقبلهم في ايدي من يضعون الامتحانات وبينهم من تمنعه دموع الطلاب في لجان المعاناة الامتحانية.. عندما يصر علي ربط التعليم العام بالتعليم الجامعي.
ليس امامنا سوي الاستغاثة بالقوات المسلحة: اغيثونا.. عاملوا لجان الثانوية العامة معاملة لجان الاستفتاء والانتخابات.. يا معالي وزير الدفاع انقذ ابناءنا من الغش الجماعي بالاكراه في الكثير من اللجان النائية.. لان هذا يحرم الاف المجتهدين من ثمرة اجتهادهم ويعلي شأن الغشاشين.. فيدخلوا كليات القمة ويتخرجوا فيها حاملين فسادهم.
لقد ان الاوان لفك الارتباط بين الثانوية العامة والتعليم الجامعي.. ولتكن البداية بما نطلق عليه كليات القمة.. بحيث تحدد كل كلية نظام واشتراطات القبول بها بعيدا عن التنسيق الكارثي.. وبحيث يكون مجموع الثانوية العامة مجرد عنصر من عناصر عديدة للقبول تشمل اختبارات تحريرية ومقابلات شخصية ودرجات نوعية لمواد معينة.. مع تغيير المناهج والانشطة التربوية بحيث تؤهل الحاصل علي الثانوية لسوق العمل وبحيث يكون الالتحاق بالجامعة اختياريا لمن يرغب.. وللحديث بقية ان شاء الله
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف