"شبابنا هم مناط الأمل ومعقل الرجاء. وشباب اليوم هم رجال الغد" ولكن علينا أن نستوعب جيدا "أنهم خلقوا في زمان غير زماننا" هكذا قال الامام علي بن ابي طالب.. ولكن هل هناك أزمة عند المصريين وشبابهم. وهل تتسامح الدولة مع شبابها؟ وللاجابة علي هذان السؤالين علينا ان نسرد لأنفسنا بعض الحقائق.. ان شباب مصر عندما خرج في ثوراته كان يعبر عن رأيه. وان ثورات الربيع العربي خلقت عند الشباب حالة من الاستنفار واحساس بضرورة المشاركة لأنها قضية بلده اذا هي قضيته الشخصية. وهم اليوم يفكرون جيدا ولكن بقلق علي مستقبلهم ومستقبل وطنهم ورضاء الناس غاية لا تدرك والشباب بطبيعته لا ترضيه أبدا. وخمس سنوات في عمر الزمن لا تغير عقلية الشعوب وحتي لو كانت الديمقراطية مفعلة فطريقة التناول تختلف عند الشباب وله رؤي أخري في ممارستها ولا يغيب عنا خروج الشباب الفرنسي ضد "ديجول" وهو زعيم ومؤسس ورغم ذلك خرجت مظاهرات من الشباب ضده وهو من هو. والفجوة أكبر في مصر والدولة لا تعطي بعدا كاملا لمطالب الشباب فمثلا عند أحداث الأمن المركزي في الثمانينيات كان معظمهم من شباب تلك الفئة ولكن الرئيس مبارك أعطي لتلك القضية بعدا اقتصاديا فقط وليس سياسيا فهؤلاء كانوا يتقاضون 3 جنيهات شهريا ويضمن بحراسة الملاهي في ليلة رأس السنة فكان ما كان فالفقر ظاهرة مصرية وشاب لا يعمل ومن حي شعبي قنبلة موقوتة في مكانه وعلينا ان نتذكر جميعا ان سارق الخبر ليس سارق اذا المشكلة لشبابنا ذات بعدين اقتصادي وسياسي.. أما الأول فالحل يتأتي في اقامة مراكز لاعادة التدريب لتأهيل هؤلاء الشباب لسوق العمل. أو الاستفادة من التجارب السابقة مثل برنامج ال 100 مائة يوم في أمريكا لتأهيل شبابها. واقامة لجان لهم في كل قرية ووحدة وحي واعطاء كل شاب مسئوليات محددة من "نظافة مجابهة أمية زراعة خدمات اجتماعية خدمات طبية" الخ ومتابعة تلك الأعمال بحزم. أما البعد السياسي فعلينا جميعا ان نؤمن ان الأحزاب لا تخلق كوادر وأن دولة القانون هي أساس الديمقراطية فقديما عندما تعدي أحد رجال الدولة الصف أمام عمر بن الخطاب قام بضربه أمام الجميع لأنه تعدي دولة القانون وكان هذا الصحابي هو من فتح بلاد الفرس!! والمعارضة في أي مكان ليس معناها كره للوطن أو للقائمين عليه ولكن معناها انه محتج علي طريقة التناول للقضايا المثارة أمامه وكيفية معالجتها وضرورة ان يعطي الشباب فرصة في المراكز القيادية ولكن مبارك أعطي نموذج لأبدية المنصب في الدولة وعمقها في كل قطاعات الدولة. أما في محيط الأسرة فعلينا أن نعطي أولادنا هامشا للتعبير عن أنفسهم ففكرة الأبوية الكبري تخلق رد فعل عكسي ولكن ضرورة وجودها بحدود. وعلينا أن نفتح صدورنا للحديث مع شبابنا وألا نكون أكثر ديكتاتورية معهم. أما علي الدولة أن تعمل علي عدم دفع السياسة لفاتورة الأمن فالسياسة قبل الأمن هو الطريق لترسيخ الديمقراطية. وليس وجود شباب في مراكز الآن أو مساعدين للمسئولين هو الحل فالفكرة نبيلة ولكن الآلية خطأ فهل يتم اعداد هؤلاء؟ أما الايجابية التي تلوح في الأفق فهي توصية رئيس الدولة بمراجعة قوائم المقبوض عليهم من الشباب وأتمني أن يتم هذا في عيد الثورة القادم الثلاثين من يونيو.