ماهر مقلد
5 أسباب وراء تحطم الطائرة المصرية
بعد كارثة تحطم الطائرة المصرية القادمة من باريس فجر الخميس الماضى خرجت آراء قاطعة تشير إلى أن العمل الإرهابى وراء تحطم الطائرة . وابرز ما أثار الأهتمام فى ذلك هو العدد الكبير من المتحدثين الذين يعتقدون أنهم خبراء فى مكافحة الإرهاب ويصدرون أحكاما قاطعة بترجيح سبب بعينه فى سقوط الطائرة هذا التعجل فى اصدار الأحكام والقطع بها لا يصدر من خبير أو متمرس يعرف طبيعة العمل الذى يجرى فى لجان تحقيق ومنع حوادث الطيران .فقبل العثور على الصندوقين اللذين يسجلان كل ما يخص الطائرة من مؤشرات فنية ومحادثات صوتية تبقى الاحتمالات الخمسة قائمة وهى الخطا البشرى أو العطل الفنى أو سوء الأحوال الجوية او العمل الارهابى او التصادم فى الجو .وكما يشرح دوما خبراء التحقيق فى حوادث الطيران تجرى مهمة كشف اسباب تحطم الطائرة بدراسة كل احتمال على حدة وعندما تتيقن اللجنة من عدمه تستبعده ثم تبدأ فى التعامل مع الاحتمال الثانى وهكذا تستمر مع الاحتمال الذى يليه حتى تصل إلى النتيجة .
ومن يقرأ التقارير النهائية فى حوادث الطيران يجدها دوما تقول إن هذا السبب هو الاقرب ولا تقطع بشكل جازم فى تقاريرها.
قد يكون سبب من بين هذه الأسباب وراء سقوط الطائرة وبالقطع هو واحد منهم لكن ليس معقولا أن يتم تأكيد فرضية بعينها دون قرائن وتوجيه الأنظار اليها .
من مصلحة صناعة النقل الجوى فى العالم ان تظهر الحقيقة ليس فى هذا الحادث الكارثى ولكن فى جميع الحوادث لأن الطيران لغة عالمية يشارك فيها كل الأجناس والأطياف وهى بمعزل عن الحسابات الضيقة .ففى الطائرة المنكوبة جنسيات من كل الدول وهى صناعة اوروبية والمحرك لها دولة منشأ وهناك مجال جوى مشترك مع اليونان وشركات عالمية ستدفع قيمة التامين المقررة وبالتالى لا حديث عن اخفاء الحقيقية مهما تكن . وكم كان قاسيا ان تظهر نظرية تتحدث عن شبهة تعمد فى اسقاط الطائرة من جانب قائدها وهى اتهامات بلا ضمير ليس دفاعا عن طاقمها أو لمجرد التعاطف ولكن لأن الباب لم يفتح بعد للتحقيق والصندوق الاسود لم تبدأ اللجنة فى التعامل معه وهو الفيصل فى ذلك. كما لا يجوز ان يتبنى بالمطلق الخبراء الأمنيون نظرية التفجير دون قرائن ، ولماذا التعجل ، فى هذه اللحظات المؤلمة على النفس لاشيء اهم من تقديم المواساة والدعم المعنوى لأسر الضحايا من الركاب ومن طاقم الطائرة ، فهى مأساة انسانية موجعة وقصة تفطر القلب ولا مجال هنا لحصد بطولات تحليلية على حساب الحق مهما يكن .
ومن يعرف لا يتكلم؟ رعبا من مسئولية المعرفة ومن لا يعرف يملأ المكان ضجيجا ويتمادى فى الثرثرة.