التحرير
محمود سامى
إلى كلوب: مشهد واحد لا يكفي
في مباراة كأي مباراة تتكون من 90 دقيقة مقسمة على شوطين مثل أي مباراة كرة قدم، الشئ الذي أدركه إيمري مدرب إشبيلية، ولم يدركه كلوب فادي إلى تفوق فريقه بنهاية المباراة وقلبه للطاولة أمام الاعرق إنجليزيا ليفربول.



بدأ ليفربول المباراة برسمه الخططي الذي تم اعتماده أغلب الأوقات منذ خسارته أمام مانشيستر سيتي بنهائي كأس الرابطة الإنجليزية إلا و هو 4-2-2-1-1

والتي دائما ما اعتمدت علي تكوين رباعي منتصف الملعب بمسانده فيرمينو اللاعب الهجومي الذي يلعب خلف المهاجم الوحيد لمخمس هندسي يوجد ميلنر و ايمري في قاعدته و كوتينيو و للانا علي اطرافه و فيرمينو علي راسه بشرط ضيق ابعاد هذا المخمس مما يعطي كثافه عدديه كبيره للاعبي ليفربول في المكان المتواجد به الكره مما يضمن لهم سهوله تنفيذ الضغط علي الخصم و سرعه في استرداد الكره لصنع هجمات مرتده منستغليا نفس تلك الكثافه العدديه.



ذلك المخمس الملتزم بذلك الاسلوب الدفاعي في اي ثلث من الملعب سواء الاوسط او في اي من الاطراف مما يسهل عليهم الدخول في صراعات مع الخصم و استرداد الكره و حقيقه ان ليفربول هو اكثر فرق البريميرليج الفوز بعرقلات ب 870 عرقله خير دليل علي ذلك.



ذلك الاسلوب الذي اعتمد عليه كلوب لتنفيذ فكره من لعب مباشر ايجابي حتي و ان تراجعت بسببه نسبه الاستحواز , فعلي الرغم من حلول ليفربول خامسا كاكثر الفرق استحوازا علي الكره في البريميرليج الا انه يحتل المركز الاول في عدد التمريرات للامام في البريمرليج ب 7.448 تمريره للامام.



في حين اعتمد اشبيليه بطل النسختين السابقتين من المسابقه و صاحب الفوز الوحيد خارج ارض ميدانه هذا الموسم في بطولتي الدوري الاسباني و الدوري الاوروبي امام اتليتكو بيلباو في الدور ربع النهائي من الدوري الاوروبي علي نفس الرسم الخططي المعتاد 4-2-3-1 , بتفضيله لاتخاذ طابع اكثر التزاما من جبهته اليمني عن طريق الاعتماد علي كوكي قائد الفريق و الذي اعتاد علي اللعب كظهير ايمن كجناح ايمن في هذه المباراه امام ماريانو , في حين اعتمد علي السريع و المهاري فيتولو في الجهه اليسري للتحرك بالكره و بدونها لداخل الملعب لاستغلال المساحه التي يتركها ميلنر خلفه اثناء تقدمه لمسانده الهجوم.



فعلي الرغم من البدايه المتحفظه جدا لكلا الفريقين بالمباراه في الدقائق ال 20 الاولي , الا انها حملت وضوح نسبي اكبر لطريقه لعب ليفربول عن اشبيليه , فاتضح اعتماد ليفربول علي التبادل الحركي و الزياده العدديه للاعبيه علي جبهتهم اليمني مستغلين تحركات كلاين و ميلنر و للانا الرائعه.



لاستغلال الضعف الدفاعي الكبير للجبهه اليسري لاشبيليه و التي لم تستطيع افتكاك الكره من لاعبي ليفربول طوال المباراه في الثلث الايسر من ملعبهم سوي مره واحده سواء عن طريق عرقله او اعتراض.



تلك الجبهه التي استغلها ليفربول من بدايه المباراه و تسببت في اول قرار جدللي بعدم احتساب ضربه جزاء لفيرمينو في الدقيقه 12 مستغلا الضعف الدفاعي لهذه الجبهه.



نجاح توجه ليفربول مع مرور الوقت ادي الي تراجع فريق اشبيليه الي منتصف ملعبه ليتضح التوجه المرسوم من كلوب للتحضير , عن طريق رجوع ايمري تشان بين قلبي الدفاع لفرض تحكم اكبر بالاضافه الي التزام ميلنر باللعب كارتكاز مساند من الجبهه اليمني لقتل اي طموح لاشبيليه للضغط المبكر علي لاعبي ليفربول اثناء التحضير.



كما ان هذا الانتشار يساعد كثيرا علي مواجهه المرتدات لاشبيليه في حاله فشل اللعب المباشر الذي دوما ما كان ليفربول يحاول القيام به سواء عن طريق كرات طويله او عرضيه لكسر ذلك التكتل للاعبي اشبيليه بمنتصف ملعبهم



فمع كل هذا الضغط للاعبي ليفربول علي لاعبي اشبيليه في منتصف ملعبهم بعد ال 20 دقيقه الاولي بدا يرجع كثيرا بانيجا لمسانده فريقه علي الخروج بالكره و الهروب من ضغط ليفربول العالي مستخدما فنياته و مهارته الرائعه و التي كانت من الممكن ان تسفر عن الكثير من الهجمات المرتده الخطيره لصالح اشبيليه.



لولا الوعي الدفاعي الرائع للانا و رجوعه لمنتصف الملعب لمسانده ايمري تشان في حمايه خط الدفاع و مراقبه تحركات يتولو , لتعويض تقدم ميلنر للضغط العالي علي اشبيليه اثناء محاولتهم للتحضير من العمق



ليصنع ليفربول فرصه تلو الاخري مستغلا الجبهه اليسري الضعيفه لاشبيليه و التي تواجه جبهته القويه و المرنه.



فمن نفس الشكل المرسوم للتحضير الذي اوضحناه سابقا مستخدمين نفس الاسلوب المباشر لكسر التكتل الدفاعي لاشبيليه في منتصف ملعبهم , يمرر لوفرين كره طويله للانا علي الجبهه اليسري الضعيفه دفاعيا لاشبيليه ليمهدها لفيرمينو



الذي يجد بدوره الطرف الايمن للمخمس كوتينيو بلا اي رقابه ليصنع هدف ستوريدج الرائع , ذلك الهدف الذي يلخص تماما توجه ليفربول الخططي باغلب تفاصيله الموضوعه من قبل كلوب للمباراه.



بعد هدف التقدم لليفربول ازدادت ثقتهم و تقدمهم للامم تلك الزياده التي قابلها تخبط كبير لاشبيليه ليصنع ليفربول اكثر من فرصه لتسجيل هدف التعزيز و الذي لم ياتي سواء لعدم توفيق اللاعبين



او لعدم التوفيق التحكيمي و الذي لم يحتسب 3 ضربات جزاء واضحه الشوط الاول لليفربول احتساب اي منها كان سيعزز من تقدم الفريق في المباراه و لكن لم يكن سيحسمها كما يردد البعض !!!!!!



فليفربول مع كلوب علي الرغم من انه اصبح رائعا في العوده من الخساره للفوز او علي الاقل التعادل كما فعل في اخر مباراتين له في البريميرليج باقتناص التعادل بعد التاخر امام كل من تشيلسي و ويست بروم , او حتي بالفوز كما فعل بعودته الاكثر من رائعه امام دورتموند ليفوز ب 4 اهداف لثلاثه بعد تاخره ب 3 اهداف لهدف وحيد , الا اننا ايضا وجدنا الفريق كثيرا ما يهدر فوز مريح باكثر من هدف لتنتهي المباراه بتعادله مثلما حدث امام ساندرلاند و نيوكاسيل و تخليه عن تقدمه بهدفين , او حتي عن طريق خسارته كما حدث امام ساوثهامتون و استقباله لثلاثه اهداف بالشوط الثاني ليهدر تقدمه بهدفين في الشوط الاول , و هو ما استطاع فعله اشبيليه الشوط الثاني و استطاع قلب تاخره امام ليفربول بهدف الشوط الاول الي فوز مريح بثلاثه اهداف الشوط الثاني.



فدوما ما يرتكز رجوع الانديه امام ليفربول علي عاملين رايسيين ينقسمان بين الفني المتعلق في المقام الاول باللاعبين و التكتيكي و الذي يتعلق دائما باداره المباراه من المناطق الفنيه.



فالتشكيله الرايسيه لليفربول تحتوي علي اكثر من لاعب كثيري الاخطاء و بخاصه في الشق الدفاعي , و تلك الاخطاء غير مرتبطه بالرسم او بالتوجه الخططي , فعلي مدار تواجد هؤلاء اللاعبين في ليفربول وجدنا هذه النوعيه من الاخطاء علي الرغم من اختلاف المدربين و طرق اللعب



و كان صاحب الخطا في هذه المباراه و الذي سمح لاشبيليه بالعوده في المباراه هو الظهير الكارثي لليفربول البيرتو مورينو , و الذي منذ قدومه الي ليفربول يثبت يوما بعد الاخر انه كارثه دفاعيه , فهو سئ جدا في الرقابه و اتخاذ القرارات في الثلث الدفاعي , كما انه لا يجيد ابدا التغطيه العكسيه



ففي اول ثواني الشوط الثاني يقوم فيتولو بعمل عرضيه عميقه من الرواق الايسر بقدمه اليمني في منتهي السهوله في التعامل معها من دفاع ليفربول الذي كان يقف بشكل صحيح تماما , ليختار مورينو اسؤ قرار ممكن في تشتيت الكرة نظريا تشتيته مورينو للكره ليست بالسيئه فهو قام بتشتيت الكره علي احد اطراف الملعب و في الثلث الاوسط مما لا يسمح للخصم بالتسديد المباشر و لكن عمليا تشتيته مورينو لا تقبل الا من لاعب لا يدري بالمره كيف يدافع ليفربول !!!

فكما اوضحنا ان ليفربول يعتمد في دفاعه في اي مكان في الملعب علي تواجد خماسي الضغط المتكون من رباعي منتصف الميدان بمسانده فيرمينو في الثلث او علي الاكثر نصف الميدان التي تتواجد به الكره مما يسهل عليهم خلق زياده عدديه علي الخصم لتسهيل ممارسه الضغط عليه و افتكاك الكره , او اجبار الخصم علي لعب كرات طويله او عرضيه يسهل علي لاعبي ليفربول التعامل معها و هو ما حدث تماما حيث قام فيتولو بعمل عرضيه عميقه سهله جدا علي مورينو التعامل معها بدون الدخول في اي صراع مع اي من لاعبي اشبيليه , بل و ببساطه مورينو كان من الممكن ان قام بالتمرير بالراس الي منتصف الميدان الذي يعج بكثافه عدديه من لاعبي ليفربول كان سيساهم في خلق مرتده واعده جدا لليفربول و لكن مورينو اختار ان يقوم بالتمرير الي الطرف الذي من المفترض انه يعلم تكتيكيا انه لا يوجد به اي من زملائه و يوجد به فقط ثنائي الجبهه اليمني لاشبيليه ماريانو و كوكي.



ليس ذلك فقط بل و كان يجب ايضا ان يدرك مورينو ان اقرب لاعبي ليفربول لمساندته امام الزياده العدديه التي فرضها هو علي نفسه بتشتيته الكارثي الذي ينم علي قله ادراكه لاسلوب دفاع فريقه هو كوتينيو الذي يبعده عن الكره تقريبا نصف عرض الملعب !!!! وهو ما ادركه مورينو بالفعل و لكن بعد فوات الاوان.



مما دفعه الي الاندفاع بدون تفكير في محاوله يائسه لتدارك خطاه مما سهل الماموريه علي ماريانو في مراوغته بتمرير الكره بين اقدامه في زاويه ضيقه جدا و صعبه جدا للمراوغه ليمهد ماريانو هدف عوده اشبيليه من خطا مزدوج للكارثي مورينو , من اول تسديده لاشبيليه في المباراه علي مرمي ليفربول ليستمر مسلسل تلقي ليفربول للاهداف من اول تسديده علي مرماهم هذا الموسم !!!!!!!



اما العامل الثاني لرجوع الانديه امام ليفربول في النتيجه هو الشق التكتيكي المتعلق باداره كلوب للمباراه , فكلوب دائما ما يرسم سيناريو للمباراه من مشهد واحد يريد ان يؤدي به الفريق علي الاقل من 60 الي 70 دقيقه ولا يحاول تغيره حتي و ان استطاع الخصم فرض سيناريو اخر علي المباراه خلال تلك الفتره فبعد هدف التعديل لاشبيليه المبكر جدا , افتقد منتصف ملعب ليفربول لذلك التنظيم الرائع الذي شاهدناه في الشوط الاول , فوجدنا ميلنر في اكثر من كره لم يعد يلتزم بدوره كارتكاز مساند اثناء تحضير ليفربول للهجمه من الخلف و الذي كان يحبط اي محاوله لاشبيليه للضغط المبكر كما انه كان يحسن من انتشار لاعبي ليفربول في مواجهه مرتدات اشبيليه كما او ضحنا سابقا.



مما اعطي الفرص لاشبيليه لممارسه الضغط المبكر علي لاعبي ليفربول و افتكاك الكره مبكرا , بل و صنع هجمات مرتده في منتهي الخطوره مستغلين ضعف الانتشار الدفاعي لمنظومه ليفربول الشوط الثاني في مواجهه المرتدات بعد تخلي ميلنر عن هذه المنظومه ليهدر جاميرو فرصه محققه للتهديف في الدقيقه 48 بعد تالق لكولو توريه



و ليستغل اشبيليه نفس ذلك التنظيم الدفاعي السئ لليفربول في تحضير الهجمه من الخلف بالشوط الثاني في الدقيقه 69 ليمارس ضغط مبكر علي ليفربول و يفتك الكره



ليخلق اشبيليه موقف مثالي لتسجيل الهدف الثالث علي ليفربول بوجود لاعبين من اشبيليه علي لاعبين من ليفربول



ذلك الهدف و الذي علي الرغم من وجود شك كبير في صحته بعدما رفع الحكم المساعد رايته محتسبه تسللا ذلك القرار من الحكم المساعد الذي لم يعترف به حكم اللقاء ليحتسبه هدف صحيح , كعقاب الاهي لكلوب الذي انتظر لما يقترب من النصف ساعه من الشوط الثاني يشاهد ذلك السؤ التنظيمي المرعب لفريقه في منتصف الملعب دون التدخل



و يشاهد مثله مثل اي من مشاهدي المباراه تصاعد ثقه اشبيليه مع كل دقيقه من زمن الشوط الثاني بصناعتهم فرصه تلو الاخري مستغلين ذلك السؤ التنظيمي للاعبي ليفربول تاره و اخطائهم الدفاعيه الفادحه تاره اخري.



تلك الثقه التي استغلها كوكي في قيامه بتحرك فريد لم يجرا في القيام به في الشوط الاول , بتركه تماما للجبهه اليمني و التوجه للجبهه اليسري لصنع زياده عدديع مع فيتولو ليكافا علي ذلك التحرك الرائع بهدف جميل كان ثاني اهداف اشبيليه في المباراه و اذي فرض تفوق اشبيليه منذ تسجيله علي بقيه احداث المباراه , ذلك التحرك الذي لا يصدر ابدا من لاعب في واقع الامر ظهير دفاعي الا بفعل الثقه التي تحصل عليها لتفوق فريقه الفني و التكتيكي بالشوط الثاني



فببساطه شديده لا يرجع الخصوم في النتيجه امام ليفربول فقط بالاخطاء الفرديه الفادحه للاعبي ليفربول , و لكن باستمرار حدوث تلك الاخطاء في ظل مراقبه كلوب لها دون ان يحرك ساكنا داخل ارض الملعب فبعد هدف التعديل لاشبييه المبكر جدا , اهدر اشبيليه هدفين محققين في اشاره واضحه لكلوب بوجوب التدخل و تغير السيناريو الذي وضعه مسبقا للمباراه لان المباراه اتخذت منعطفات دراميه مختلفه , فكان يتوجب علي كلوب اعطاء تعليمات واضحه و صريحه بشكل مبكر في الشوط الثاني و بعد هدف التعديل لميلنر و للانا علي وجوب الالتزام التام في منتصف الملعب حتي تعود الثقه للاعبي ليفربول و يكسروا حماس و الثقه المتصاعده للاعبي اشبيليه بعد هدف التعادل



او التدخل بالتغير بنزول لاعب ثالث في منتصف الملعب مثل جو اللين لفرض تنظيم و تحكم اكبر في المباراه مبكرا , ذلك التنظيم الذي فرض التفوق المطلق لليفربول الشوط الاول و اخرج اشبيليه تماما من اجواء ذلك الشوط , و هو ما قام به كلوب و لكن متاخر جدا جدا بعد تسجيل اشبيليه لهدفهم الثالث



فدائما ما وجدنا كلوب يعتمد علي سياسه السيناريو ذو المشهد الواحد في المباراه , و الذي و لاي سبب من الاسباب ان اثبت فشله او فرض الخصم بعض المتغيرات علي ذلك السيناريو لا يجد كلوب امامه اي حل سوي الارتجال الذي دائما ما تكون نتائجه غير معلومه و غير متوقعه



فعلي الرغم من الأخطاء التحكيمية الفادحة التي صبت في مصلحة الفريق الأندلسي إلا أنهم أظهروا ما يكفي من الخبرة والذكاء والجلد تحت قياده مدربهم الرائع ايمري ليستحقوا تحقيق لقب البطولة للمرة الثالثة لهم على التوالي في انجاز تاريخي لهم أما بالنسبة للعملاق الإنجليزي فينتظر جمهوره من كلوب شكل مغاير للفريق الموسم القادم بعد كل هذا الكم من التجريب الذي قام به ليفربول هذا الموسم فيكفينا أن نعرف أن كلوب أشرك في بطولة الدوري الإنجليزي هذا الموسم 34 لاعبًا أكثر على الاقل ب 4 لاعبين من أي موسم آخر للنادي في البطولة، بالإضافة إلى تجربته للعديد من الرسوم الخططية لتنفيذ أسلوبة ووضع بصمته على الفريق والتي ظهرت في ابهى صورها في بعض الأوقات و في أسوأ صورها في لحظات أخرى ومن حظ كلوب العاسر أن أسوأ صورها كان في آخر 45 دقيقة للفريق بالموسم لتظل تلك الصورة عالقة في الأذهان طوال الصيف حتي إشعار آخر الموسم الجديد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف