الوفد
عصام العبيدى
إشراقات- مصر.. والكوارث المصنوعة!
كنت قد ذكرت لكم فى مقالين سابقين.. أن روائح المؤامرات التى تحاك لمصر.. باتت تزكم الأنوف.. وواضحة وضوح شمس يوليو.. وأغسطس كمان!!
فإذا ما فكرت بهدوء وتروٍ.. وربطت الأحداث ببعضها بعضاً.. وقمت بجمع وتركيب المكعبات المبعثرة.. ستجد الصورة واضحة جلية.. أن هناك مؤامرة.. بل قل مؤامرات دولية.. تحاك من أجل عرقلة تقدم ونمو هذا البلد!!
وهذا ليس بجديد.. وقد ذكرناه لكم كثيرًا.. فمنذ التجربة النهضوية التى قادها محمد على.. وبمجرد ظهور بوادر قوتها وعنفوانها.. حتى تحالفت قوى الشر لوأدها فى مهدها!!
والأمر نفسه مع تجربة عبدالناصر الذى حاول إعادة مصر إلى ريادتها وقوتها.. فحاول إحياء فكرة القومية العربية.. وتشجيع تجارب الاستقلال الوطنى.. كما أقام وشيّد فى بلده عشرات المصانع والمشروعات الكبرى.. وهنا أعادت قوى الشر توجيه ضرباتها الموجعة لمصر.. للإجهاز الأبدى عليها.. حتى لا تقوم لها قائمة فى يوم من الأيام!!
لأن هؤلاء يدركون أنه إذا نهضت مصر.. ونفضت عن نفسها الغبار.. أصبحت كالمارد الذى خرج من القمقم.. ولن يستطيع كائن من كان إعادته إلى القمقم مرة أخرى!!
بل إن جولدا مائير.. رئيسة وزراء إسرائيل.. كانت تشبه مصر برأس الأفعى.. وكل العرب ذيول لها.. وكانت تقول لهم بكل وضوح.. إذا أردتم القضاء على هذه الأفعى الخطرة.. فاضربوها فى رأسها.. وتقصد بالرأس مصر!!
وعندما جاء السيسى.. كان أول ما فكر فيه.. هو استقلالية القرار المصرى.. والخروج من بيت الطاعة الأمريكى.. الذى أدخلنا فيه الرئيس السادات، رحمة الله عليه، مجبراً.. حتى يستطيع تطويع وترويض المارد الإسرائيلى.. وأن يضمن القدرة على إجبار إسرائيل.. على تنفيذ تعهداتها بالسلام والانسحاب من الأرض المحتلة.. بل إنه كان يردد دائمًاً أن 99% من أوراق اللعبة.. فى يد الأمريكان!!
ولما جاء مبارك.. استكان إلى وجوده فى بيت الطاعة الأمريكى.. ووجد أن الأمان كله.. والحب كله.. بل ومصالحه كلها فى حضن ماما أمريكا!
أما السيسى، فكانت له وجهة نظر أخرى.. فهو يرى أن علاقتنا بأمريكا استراتيجية وحيوية.. وفى غاية الأهمية.. خاصة فى مجال التعاون العسكرى.. لكنه ترك لنفسه مساحة من حرية الحركة.. ووضع بوصلته الوحيدة مصلحة بلده.. فأصبح يتجه للشرق والغرب على حد سواء.. واستورد السلاح والغذاء من كل مكان.. من روسيا ومن الصين.. بل ومن فرنسا وألمانيا.. وكافة دول العالم.. فاستحق لعنة وغضب الأمريكان وحلفائها!!
وهو بهذا وضع يده فى عش الدبابير.. وقضى على أحلامهم فى وضع مصر.. فى أصغر جيب من جيوبهم!!
لذلك لا تستغربوا.. عندما نرى كل يوم جديد كارثة �مصنوعة�.. لأن هؤلاء الأفاعى لن يتركونا فى حالنا أبداً.. وسنخرج من �حفرة� إلى �دحديرة�.. أو من حفرة إلى بير عميق.. هكذا علمتنا تجارب التاريخ.. فلا تحزنوا.. وتوحدوا.. لأن هذا هو سلاحنا الوحيد للخلاص من مؤامراتهم الخبيثة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف