أحيانا أشعر وكأن مصر لم تشعل ثورتين
أحيانا أتساءل
أين الشعب الذى أذهل العالم
وانتفض من أجل العدالة والحرية؟
أين الملايين التى غيرت ملامح
التاريخ والجغرافيا والوطنية؟
هل تعبت القلوب .. هل فترت الأحلام؟
هل نضب نهر الثورة؟ هل نشهد مرة أخرى
خفافيش الظلام؟
وزواج أصحاب السلطة بالثروة؟
----------------------------------------
من أمنياتى المستحيلة
أننى أحمل على ذراعى
«نفسى» حين كانت طفلة رضيعة
أتأملها جيدا
أحدق فيها طويلا
وأسألها ألف سؤال ثم أتركها إلى الزمن
وأرحل ومازالت نظرتها المتشبثة بعيونى
تبكينى
------------------------------------------------
أكمل نومك يا طفلى الصغير
أكمل نومك يا طفلى الوحيد
أكمل نومك
على إيقاع دقات قلبى
وداخل روحى التى تحن إليك
أكمل نومك
بينما أحكى لك
قصة عصفورة تكسر القفص
لتذهب إليك
أنت لم تكمل العمر
فعلى الأقل أكمل النوم
يا طفلى الجميل
مأساتى أشعر بها كأنها اليوم
--------------------------------------------------
فى 14 مايو 1955
رحل فنان من طراز فاخر
وهو يبدأ عامه الواحد والخمسين
رحل الفنان ذو المواهب المتعددة
فى التمثيل والتأليف والإنتاج والإخراج
رحل الذى خاض الكفاح
من الصفر فى شقة فوق السطوح
حتى وصل إلى ما تمناه
من الإبداع والمجد والشهرة والمال
هو مكتشف النجوم
لم يكتشف مرضا لعينا يقف له بالمرصاد
هو البارع فى الإخراج
عجز عن إخراج الألم من جسده
فى 14 مايو 1955 رحل مَنْ أفلامه
أثمن من الكنوز
فى 14 مايو 1955 رحل فتى الشاشة الأول
وأمير الانتقام
فى 14 مايو 1955 رحل بعيدا عن الوطن
“أنور وجدى”