الأهرام
أشرف العشرى
الوطــن ليــس ملكـا لكـم
تتزايد وتتعالي أصوات في مصر حاليا تدعي احتكار صكوك الوطنية وحدها في هذا الوطن‏,‏ تعتلي ظهور الآخرين وترفع الصوت عاليا باسم الشعب وتسعي لمصادرة الشارع‏.‏
وحدها تنصب من نفسها سلطة الوصاية أو جعل أنفسهم أوصياء علينا جميعا تارة باسم الثوار وتارة أخري لفرض إرادتهم وحجتهم وأصواتهم علي الغالبية من المصريين تحت لافتة وعنوان رفض قرار الرئيس والحكومة في قضية تيران وصنافير إما باللجوء إلي الاعتصام وتحريض الشباب وضرب الاستقرار‏,‏ إما عبر الدعوة لمظاهرات أو اعتصامات تجاوزنا أوانها وأهدافها بعد ثورتين‏.‏
وكأن لا يكفيهم تكالب حجم المؤامرات الخارجية التي تتعرض لها مصر حاليا وتتسع وتيرتها علي مدار الساعة‏,‏ وآخرها حاليا كارثة الطائرة المصرية وسقوطها في قاع البحر المتوسط وفرص استنتاجات العمل الإرهابي التي ربما تتوالي فصولا في الأيام القادمة وتكشف لغز دراما تلك الطائرة‏.‏ وأنا لا أفهم مثل غيري من ملايين المصريين أنه في الوقت الذي يشهد فيه الوطن انطلاق قطار التنمية والبناء والتعمير وإطلاق استراتيجية الإنجاز وتعزيز وتكثيف ملاحم البناء الداخلي وحل جبال المشاكل المتراكمة التي تواجهها البلاد وحاجات مواطنيها بعد إرث من تراكمات الاخطاء والفشل والخلل والتباعد في جميع مناحي الحياة‏,‏ من الماضي القريب والبعيد يخرج علينا أحدهم أو تلك الجماعة الجانحة التي تريد تقويض شرعية النظام والانجاز وفرض وصياتها ويتحدثون بلغة عفا عليها الزمن وتجاوزتها الأحداث تصب في خانة التصنيفات السياسية واساليب الارتزاق والمصالح وخطف البلاد في اتجاه المجهول‏.‏ حيث هناك فئتان لا ثالثة لهما لا صلة لها بالمعارضة أو فرض عضلات الوطنية كما يفعلون هذه الأيام عبر مواقف استعراضية إما بالاعتصام أو التحريض المستمر أو النيل من شرعية السلطة أو الحاكم للتعطيل أو التشويش علي سياساته وقراراته لأنهم يدعون الوطنية أكثر من غالبية المصريين‏,‏ وهذا الفريق يمثله ما يعرف ببقايا اليسار المصري أو فريق التيار الناصري الذي يريد تكرار تجارب الماضي الخائبة‏.‏
فإما أن يحكموا أو يتواجدوا أو يفرضوا إرادتهم وسلطتهم وقرارهم علي الحاكم أو يناصبوه العداء والتشظي‏,‏ وحسنا فعل القدر أن كشف عن العديد من ممارساتهم ونياتهم وخططهم في أكثر من موقف فصاروا صناع ومصدري أزمات بدلا من إطفاء الحرائق والأزمات التي يواجهها الوطن حاليا‏.‏ والفريق الثاني صراحة هم بقايا جماعة الإخوان المسلمين أو المخادعين الذين ادعوا كذبا ومراوغة ونفاقا علي الشعب أنهم انفصلوا عن تلك الجماعة‏,‏ وأن نفرا منهم سعي لتشكيل ما يسمي تيار وبناء جديد تحت حزب وهمي يتحدث عن مصر القوية وهو في حقيقته لم يتخل أو يخاصم أو يعاد تلك الجماعة بل علي العكس مازال يدين بالولاء والانتماء واعتناق نفس الافكار المجرمة ويمثل الرديف الحالي لهم في الشارع بعد ضرب تلك الجماعة وخلعها من الحكم في ثورة‏30‏ يونيو‏.‏ وأنا لا أفهم أن يخرج أحد أقوي أتباع تلك الجماعة صوتا ليوجه السباب والبذاءات للدولة والحكومة والشعب كلما زار قطر أو تركيا ويصير ساخطا علي الدولة والشعب لأنهم لم يمكنوه من حكم البلاد ويطل علينا بين الفنية والأخري ليدعو الشعب للقيام بثورة جديدة ويسعي بتصريحاته وتفلتاته لضرب العلاقات المصرية مع بعض الدول العربية أو إحداث وقيعة بين القاهرة والرياض أو مجمل الدول الخليجية باستثناء قطر فقط التي يزورها دوريا ويلتقي فيها قيادة الجماعة فيحصل علي المال والتوجيهات فيعود نافرا متشنجا محتقنا ضد الرئيس والحكومة والشعب وعليكم أن تراجعوا تصريحاته وسمومه طيلة الفترة الماضية فهذا شخص عالي النبرة ويتجرأ علي الكبار‏.‏
أعتقد أن هذا غيض من فيض شطط فريق ممن يدعون المعارضة أو الحديث باسم الشعب المصري والانشغال بتصفية الحسابات السياسية والشخصية وتعيين أنفسهم أوصياء علي مواطني هذا الوطن‏.‏ وهؤلاء معروفون للعامة من المصريين عن ظهر قلب وبالتالي عليهم أن يكفوا عن هذا الهراء حيث لا يوجد أحد أكبر من هذا الوطن‏,‏ فضلا عن أنهم سيقرأون في عيون الشعب نوعا من العتب علي مسلكهم هذا‏,‏ فهذا الوطن استعاد ثورته وصوب المسار وحافظ علي هويته ويريد البناء والتعمير ولم نعد نملك ترف المعارضة أو ضياع الوقت فالماضي خطأ لا يجوز تكراره ولابد من مصارعة وهزيمة مثلث الفقر والبطالة والتضخم وهذا ما يفعله الرئيس والحكومة حاليا فدعونا نعمل في سلام واستقرار‏,‏ وبدلا من تصدير ثقافة الفشل وصناعة الأزمات لنا عليكم ولو لمرة واحدة التخلي عن أجنداتكم ومصالحكم السياسية والشخصية وإعلاء قيم التعايش الوطني والمواطنة وإعلاء القيم المشتركة بين أبناء الوطن‏,‏ فالوطن ليس ملكا لكم وحدكم‏.‏
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف