الجمهورية
مصطفى هدهود
منظومة التعليم الفني.. والتنمية المستدامة "1"
يعتبر توافر العنصر البشري المهندس والفني المؤهل علميا وفنيا والذي يعمل ليلا ونهارا دون النظر لمطالب فئوية ومالية من أهم أسباب اعتماد الدولة منذ ثورة 30 يونيو 2013 علي منظومة القوات المسلحة الفنية والهندسية لتنفيذ المشروعات القومية المتعددة طوال الثلاثين شهرا الماضية وذلك اما بصورة مباشرة أو من خلال التخطيط والتصميم والإشراف علي القطاعات المدنية المنفذة لجزء كبير من هذه المشروعات القومية.
ونظراً لصعوبة الاستمرار في الاعتماد بصورة كبيرة علي منظومة القوات المسلحة تجد أهمية تنفيذ أهم مشروع قومي مصري والذي سيساعد علي إحداث ثورة تنموية مصرية شاملة ومستدامة ألا وهو تطوير كل منظومات التعليم والتدريب بصورة عامة ومنظومة التعليم والتدريب الفني بصورة خاصة تمشياً مع ما يتم في ألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان والنمور الآسيوية منذ الحرب العالمية الثانية.
ونري انه بالرغم من المجهودات المبذولة منذ ثورة 1952 ومن خلال مبادرات واتفاقيات متعددة مع ألمانيا واليابان والاتحاد السوفيتي وإيطاليا وكوريا ارتفع مستوي التعليم الفني وانخفض بصورة متكررة وبالرغم من تواجد بعض المدارس الفنية المتطورة نري حدوث تدهور ملحوظ في مستوي التعليم الفني المتوسط وفوق المتوسط بسبب استمرار الاعتماد علي تخصصات فنية تقليدية في الصناعة والزراعة والتجارة وانخفاض مستوي المعامل وعدم ضخ تمويل كافي لتطويرها وانخفاض أعداد المدارس الفنية وعدد الفصول بالمقارنة بعدد الطلبة الراغبين للالتحاق بالتعليم الفني بالإضافة إلي انخفاض المستوي العلمي والتأهيلي والنفسي والإداري للمعلمين والمعلمات في هذه المدارس وعدم مسايرة التطور العالمي العلمي والتكنولوجي وأخطر سلبيات التعليم الفني بمصر هو الانخفاض الملحوظ في نوعية ومستوي الطلبة والطالبات الملتحقين بالمدارس الفنية وشعورهم السلبي بالمقارنة بالطلبة والطالبات بالتعليم الثانوي العام.
"وللحديث بقية"
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف