اسكندر احمد
مصر الجديدة- السيسي.. وعصر الزراعة الثاني
مصر ولادة دائما بالرجال.. وهي مصنع الأبطال في كل الأحوال والأزمنة.. يكسو الوجوه التراب بعض الشيء ولكن سرعان ما يتجلي الغبار ويرجع وجه مصر مشرقا.. العصر الأول للزراعة المصرية بدأ في نهضة "محمد علي باشا" في ايفاد البعثات العلمية إلي أوروبا حيث فكر مثل المقاتل المزارع في شق الطرق وإنشاء القناطر والترع حتي أضافت قناطر اسنا وأسيوط والقناطر الخيرية والترع الكبري للرقعة الزراعية أكثر من 2 مليون فدان ليصبح في عهد "الباشا" نصيب الفرد من الأراضي الزراعية أكثر من 2 فدان وقيراطين وهذا معدل جيد بجانب الأرض التي يسكن عليها والطرق.
عهد الزراعة الثاني في الوقت الحالي والذي بدأه بالفعل دون مجاملة الرئيس عبد الفتاح السيسي وأنا لا أتحدث من فراغ لأنني متابع حركة الاستصلاح والزراعة منذ أكثر من عقدين من الزمن وشاهد علي عصر الزراعة الحديث.. الزراعة تحتاج إلي جرأة قائد في اتخاذ القرار لأن استصلاح الأرض ليس بالشيء الهين فهو مكلف جدا تكلفته في البنية التحتية من شق الترع والطرق وكهرباء ومياه واشياء تترجم إلي مليارات من الجنيهات.
فكيف اختار الرئيس عبد الفتاح السيسي هذه الخطوة الجريئة؟!.. الرئيس يعلم أن هناك نقصا في المياه وندرة في الأموال ومشاكل اقتصادية لا تخفي علي أحد ولكن ما العمل.. كان عليه أن يبدأ تلك الخطوة لصالح الوطن أولا والمواطن ثانيا فكان مشروع المليون ونصف المليون فدان.. التقط الرئيس مشرط الجراح ليجري عملية جراحية ناجحة.. ولأن المقصد سليم والنية صافية فكان التوفيق من الله تعالي حيث اختار الرئيس قامات كبري من أصحاب البحوث والخبرة فاستعان بالعالم الكبير د. فاروق الباز ود. عادل البلتاجي في استراتيجية 2030 بالاشتراك مع كوكبة من العلماء لهم باع كبير في التركيب المحصولي والزراعي والخبرة العالمية مثل العالم والموسوعة الزراعية د. سعد نصار.. لم تقف اختيارات الرئيس عند هذا الحد فاختار عالما لا يقل كفاءة ونبوغا في الزراعة وهو د. عصام فايد الذي أبدي جرأة في اتخاذ القرار واختيار قيادات شابة قادرة علي العطاء لسنوات قادمة والابقاء علي عقول مصر الزراعية كعامل خبرة يستفاد منها وقت الحاجة واستقام عود الزراعة وصار اكثر صلابة.. ومازال الوزير فايد في عمليات اصلاحية وليست انتقامية أو يشوبها حقد أو تصفية حسابات لأنه ليس له خصومات مع أحد ولا يكن عداوة لكائن من كان يضع مصلحة الوطن أمام عينيه والعمل كأنه يعيش الدهر كله.. لذا لا نجد أي انتقادات للإصلاحات داخل الوزارة لأن الهدف نبيل وهو مصلحة هذا الوطن والزراعة.. أقول لكم اطمئنوا علي وطنكم لأن به قيادات تحفظ لكم أمنكم وكرامتكم وتحافظ علي مقدسات هذا البلد.. ربنا في هذه الأيام المباركة أدم علينا نعم الأمن والاستقرار واحفظ مصرنا الحبيبة.