الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- المافيا.. تسرق طعام المصريين
لا أصدق أن مصر أصبحت أرضًا خصبة للمافيا.. وعصابات المافيا.. ولكن تلك هي الحقيقة.. وانها تغلغلت في كل حياتنا: ما نأكل. وما نشرب، وما نركب.. وبات الأمر وكأن عصابات المافيا توغلت في كل حياتنا.. وكل همها هو ما تحققه من مكاسب، ولو كان ذلك علي حساب الوطن.
ففي قضية القمح الذي نستورد منه 65٪ مما نأكل.. كانت المافيا هي الأكثر حزنًا علي نجاحنا في تقليل الفجوة بين استهلاكنا.. وبين ما ننتجه.. وحاولوا بكل الطرق إجهاض هذا الجهد العالي.. لأنهم الرابحون فيما نستورد من قمح.. وأيضًا في عملية نقله من مناطق تصديره إلي الموانئ المصرية، بل وأيضاً في عملية بناء الصوامع اللازمة لتخزين القمح! ولأن استيرادنا للقمح وضع مصر في المرتبة الأولي بين المستوردين.. فإن خطة المافيا قامت علي استمرار هذا الاستيراد!
<< وزيوت الطعام، ومصر تستورد 95٪ مما نستخدمه من هذه الزيوت ولكن من يشاهد إعلانات الزيت هذه الأيام يعتقد ان مصر في مقدمة الدول المنتجة لهذه الزيوت. وبالتالي- وبسبب ضخامة حجم الاستيراد- تقف المافيا وبعنف أمام أي محاولة لتقليل الانتاج المحلي.. لأن مافيا الزيت تمتد من استيراده.. ثم عمليات خلطه.. ثم تعبئته.. وبالتالي نجد أن الإعلان عن هذا الزيت.. هو الأكثر.. هذه الأيام. وبالتالي ليس في مصلحة كل هذه المافيا أن نزرع الذرة، وفول الصويا والشلجم.. حتي زيت النخيل.. ودوار الشمس!
<< وبما اننا في شهر المدمس، أقصد شهر قدرة الفول.. ولأننا نستورد حوالي 80٪ مما نأكل من هذا الفول، من كندا واستراليا وانجلترا وتركيا فإن المافيا تآمرت علي الفول البلدي المصري.. لمصلحة مستوردي الفول. ونفس المؤامرة علي العدس- وهو من أهم مكونات قدرة المدمس- ونجحت المافيا في قتل عدس إسنا الرائع، وكان هو الأفضل.. وحتي الكمون اللازم للمدمس نستورده أيضاً، من تركيا.. ومن قبرص واليونان. ناقص نستورد الليمون البنزهير أيضًا.. من دول حوض البحر المتوسط!
<< والآن تلعب المافيا لعبة �حاوريني يا طيطة� مع الأرز، أحد أهم أطعمة المصريين.. وبعد أن كانت مصر في مقدمة المصدرين للأرز حتي ان اسبانيا نجحت في استنباط نوع من الأرز المصري، وقامت بزراعته في بلادها وها نحن الآن نستورد الأرز من بنجلاديش والهند وغيرهما! تماماً كما نفعل الآن مع السكر، إذ بعد أن كنا نصدر السكر المصري الممتاز عالمياً.. ونستورد السكر الكوبي الأرخص لنستفيد من فارق السعرين.. ها نحن نستورد السكر.. بينما المخازن ممتلئة بالسكر المصري المحلي.. ولا تجد من يشتريها. وكل ذلك بسبب مافيا استيراد السكر.. حتي السكر الصناعي اللازم لصناعة الحلويات!
<< حتي السيارات: نقل وركاب. فشلنا في توفير احتياجاتنا منهما.. سواء بالتصنيع الكامل- كما فعلت الهند مثلاً- أو بالتجميع مع اصرارنا علي أعلي نسبة من المكونات.. من انتاج مصر.. وامتد هذا العجز إلي صناعة إطارات السيارات، رغم وجود انتاج مصري طيب منها.. واندفعنا أكثر إلي استيراد التوك توك.. وأيضاً الموتوسيكلات الصيني رخيصة الثمن وكل ذلك لضرب النقل النهري، والنقل بالسكك الحديدية.. من أجل مافيا رصف الطرق التي لا تعمر طويلاً.. وتستنزف أكثر مواردنا.
<< ألستم معي- بعد هذا العرض- ان المافيا تتحكم الآن ليس فقط فيما نأكل.. ولكن أيضاً فيما نركب.. وانها بذلك تحارب أي تطوير للإنتاج المحلي المصري.. حتي ولو كان مجرد حزمة فجل أو جرجير.
هوه إحنا فين؟ في مصر.. أم في جزيرة �صقلية� معقل المافيا العالمية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف