الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم شرم الشيخ وشارل ديجول!
أمضيت الأسبوع الماضى بأكمله فى متابعة وسائل الإعلام العالمية لمعرفة تداعيات حادث سقوط الطائرة المصرية فى مياه البحر المتوسط بعد ساعات من إقلاعها من مطار شارل ديجول متجهة إلى القاهرة فلم أجد فى أغلب هذه الصحف والفضائيات
إشارة واحدة تؤكد مهنيتها ومصداقيتها التى يعايروننا بها ليل نهار وإنما وجدت انحيازا للباطل وانحرافا عن الحقيقة وهو ما دفع بإحدى الصحفيات الفرنسيات للاستقالة رفضا للضغوط لإجبارها على كتابة تقرير مزيف عن حادث طائرة شارل ديجول.

وعادت بى الذاكرة إلى عدة شهور مضت عندما سقطت الطائرة الروسية فوق أرض سيناء بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ فإذ بذات الصحف والفضائيات تتجه فور وقوع الحادث وقبل توافر أية أدلة إلى تحميل المسئولية لإجراءات التأمين فى مطار شرم الشيخ والقفز إلى المطالبة باعتبار المطارات المصرية مطارات غير آمنة.

أى صحافة تلك التى تكيل بمكيالين ولا ترى فى مطار شارل ديجول ما سارعت إلى القول به عن مطار شرم الشيخ... ما هذه الصحافة العالمية التى اتجهت منذ اللحظة الأولى لسقوط الطائرة لنشر الغمز واللمز واستنطاق المحللين والخبراء للإيحاء بأن المسئولية تتحملها مصر سواء من خلال التشكيك فى سلامة الطائرة لوجود عيوب فنية بها أو الادعاء بأن شركة مصر للطيران شركة فاسدة تعانى من خلل مالى وإدارى وأن عددا من طياريها قاموا بإضراب عن العمل قبل الحادث بعدة أيام... ناهيك عن الفرية الممجوجة وطرح احتمالات سخيفة حول إمكانية أن يكون قائد الطائرة قد أقدم على الانتحار.

وعلى عكس ما تعودناه من وجود حد أدنى من الالتزام المهنى فى الصحافة العالمية «المقروءة والمسموعة» فإن التعامل مع حادث الطائرة المصرية الأخير بالمقارنة مع حادث الطائرة الروسية كشف بما لا يدع مجالا للشك أن هناك مخططا شريرا للإساءة لمصر عن طريق إزالة الفواصل بين الأكاذيب والحقائق واللجوء إلى الفبركة والاختلاق باسم المصادر المسئولة التى ترفض ذكر اسمها أو التسريبات الغبية لمعلومات لا يوجد أى دليل على صحتها.

وبينما كانت النغمة الإعلامية ضد مطار شرم الشيخ هدفها التحريض ضد مصر جاءت النغمة الإعلامية بشأن مطار شارل ديجول حافلة بالأباطيل المقترنة بالشماتة فى مصر وشعبها... ولا سامحكم الله عن افتراءاتكم.. وتحيا مصر.

خير الكلام:

<< إنى رأيت فى الأيام تجربة.. للصبر عاقبة محمودة الأجر!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف