آخر ساعة
مأمون غريب
مجرد خواطر .. مع الصحابة الفاروق عمر بن الخطاب
كان عمر بن الخطاب من أهم الشخصيات التاريخية التي عرفها التاريخ الإسلامي، وتوقف عنده المستشرقون يشيدون بعدله وشجاعته وعقليته الفذة، وتواضعه الشديد، وهيبته التي كانت تجبر الجميع علي احترامه.
لقد فكر بعقله عندما دخل الإسلام ورأي أنه النور الذي سوف ينشل الناس من ظلام الجاهلية إلي نور التوحيد، وأنه الدين الذي جاء بشريعة غراء صالحة لكل العصور إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وقد أعجبتني دراسة للكاتب الإسلامي رشاد حرب تحت عنوان (الفاروق والإسلام) الذي تحدث فيها عن هذه الشخصية الإسلامية المرموقة، وكيف كان يدير أمور الدولة الإسلامية بعد أن اتسعت رقعتها فضمت الشام ومصر والعراق وفارس وبعض بلدان الشمال الأفريقي.
فهو مثلا أوقف سهم المؤلفة قلوبهم، الذي جاء في القرآن الكريم في آية الزكاة.. قال تعالي:
«إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب، والغارمين وفي سبيل الله، وابن السبيل، فريضة من الله والله عليم حكيم» - (التوبة 60).
وعندما سأله الصحابة رضي الله عنهم: كيف توقف يا عمر أسهم المؤلفة قلوبهم، الذي كان الرسول (صلي الله عليه وسلم) يطبقه، ومن بعده الصديق رضي الله عنه، فضلا عن أنه جاء في القرآن الكريم، وهي آية قطعية الدلالة؟
رد عليهم الفاروق: لقد كان الإسلام قليلا، أما الآن فالإسلام لم يعد في حاجة إلي تأليف القلوب بالمال.
ويقول الباحث: والفاروق لم يعطل حدا أقره الرسول (حاشا لله) ـ لكنه فهم بحكمته أن السياق قد اختلف، وأن الحال أصبح غير الحال، فكان الفهم العمري لنهج رسول الله (صلي الله عليه وسلم) سابقا وعبقريا.
ويقول الباحث: «وياليت الأئمة والعلماء الذين جاءوا من بعده، قد فهموا حقيقة المنهج النبوي الشريف كما فقهه الفاروق وفهمه.. لو كان قد حدث ذلك، لتغير حال المسلمين، ولكانت الحضارة الإسلامية هي التي تنشر قيم العدل والتسامح والعطاء في ربوع الدنيا، ولعاشت البشرية كلها في مودة مهما اختلفت مشاربها أو مذاهبها أو عقائدها».
وما أعظم عمر في كل مواقفه التي أصبحت نبراسا للعدل في كل العصور.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف