آخر ساعة
هادية الشربينى
بلا أقنعة .. الصندوق الأسود لديه الكلمة الفصل
تتجه أنظار محققي حوادث الطائرات وخبراء الطيران بعد كل حادث طائرة مروع إلي الصندوقين الأسودين علي متن الطائرة لمعرفة ما دار من حوارات بين قائد الطائرة والمراقبة الجوية قبيل لحظات من وقوع الحادث وكذلك لتحليل بيانات الطائرة وأداء الأجهزة الملاحية علي متنها للوصول إلي الأسباب المحتملة وراء الحادث ومن ثم لا يجوز لأي جهة التكهن بالأسباب الحقيقية وراء أي حادث تتعرض له الطائرات إلا بعد العثور علي هذين الصندوقين وتحليل محتوياتهما وينطبق ذلك بالأحري علي حادث الطائرة المصرية الأليم القادمة من مطار شارل ديجول في باريس التي سقطت علي بعد 280 كيلومترا من شاطئ الإسكندرية وراح ضحيتها 66 راكبا ما بين مصري وفرنسي الجنسية وجنسيات أخري.. وفي غمرة الحزن الذي ألم بالمصريين جميعا إذ بوسائل الإعلام الغربية تتدافع لشرح أسباب وملابسات الحادث المفجع مشيرة إلي احتمالات وجود عطل فني وخلافه دون انتظار الحصول علي الصندوقين الأسودين وهما صاحبا الكلمة الفصل والحقائق والأسباب المؤكدة وراء الحادث.. تحية وتقدير للسلطات المصرية التي تعاملت مع الحادث المفجع بمنتهي الحكمة منذ البداية وكانت الاستجابة سريعة في إرسال وحدات بحرية تابعة للقوات المسلحة للبحث والتنقيب عن الطائرة وكل الشكر للدول الصديقة وعلي رأسها اليونان التي بادرت لمساعدة مصر في هذه المهمة ولكن الكلمة الأخيرة هنا موجهة لهؤلاء الذين يرغبون دائما في الصيد في الماء العكر الزموا الصمت ياسادة وتمهلوا في إصدار الأحكام لأنه لا يملك أي أحد منا تفسير الأسباب والكلمة الفصل والأولي والأخيرة صاحبها دائما الصندوق الأسود.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف