عصام العبيدى
إشراقات.. �روشنة� عمرو دياب ..خربت بيتى!!
دائماً كنت أقول.. إن لون وشكل ملابس الإنسان.. لها تأثير كبير على �تشكيل� نفسيته.. سواء بالسلب أو الإيجاب.. سعادة أو حزناً !!
وأنا كواحد من الناس.. إذا ما ارتديت ملابس غامقة.. مع لون بشرتى الأسمر أيضًا.. فإننى أشعر ساعتها.. وكأنى ماشى فى جنازة عزيز على!!
أما إذا ما ارتديت ملابس شبابية فاتحة �مروشنة� يعنى.. فإن ذلك يجعلنى طاير من على الأرض طير.. وكأنى شاب فى العشرين.. يعنى بالبلدى كده ما بيبقاش ناقصنى.. إلا حب المراهقة بعيد عن جنابك!!
المشكلة الكبرى.. إن الناس تسجننا فى صورة ذهنية معينه.. تتطلب منك لبس ألوان قاتمة.. من باب الوقار يعنى.. بل يعتبرون الألوان الفاتحة شبابية وعيالى.. وتجلب قلة القيمة والمسخرة!!
والمشكلة الكبرى أننا مع الوقت.. نستسلم لهذا السجن.. الذى وضعنا فيه الآخرون. .ونتعود عليه ونعتاده.. وكأننا سجناء بلا أسوار وﻻ سجان.. يعنى بمزاجنا وإرادتنا!!
وعشان ما أطولش عليكم.. وﻻ اتفذلك عليكم أكتر من كده.. ندخل فى الموضوع طوااااالى!!
فنظراً لأنى استمتعت.. بأطول إجازة مصيف لى فى حياتى.. قضيتها فى الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط.. قلت فلأجعل ختامها مسك.. وأروح أدور لى على بعض الملابس الروشة.. حتى تكتمل سعادتى.. ولعلها تعيد ما ضاع من العمر!!
فذهبت لأشهر مول فى منطقة العجمى.. وبدأت أطالع فتارين المحلات.. بحثاً عن كل ما هو شبابى وروش!! وأخيراً أوقعنى حظى التعس.. فى بائع نصاب لكن دمه خفيف.. وأول ما رأى طلعتى البهية.. حتى قال والله يا بيه.. فيك سماحة وش.. ما شفتها على حد قبلك.. فأعجبنى هذا الإطراء.. وبدأ يعرض علىّ بضاعته حسب طلبى له.. لأنى أول ما دخلت قلت له باختصار كده.. شوف بقى.. أنا عايز أطلع من محلك ده.. وأنا عمرو دياب بسلامته.. مش عصام العبيدى!!
يعنى بالضبط كده زى ما عمل أخونا محمد هنيدى.. أو خلف الدهشورى خلف.. فى فيلم صعيدى فى الجامعة الأمريكية!!
فأتى لى بكل ما هو روش فى محله.. وفى كل مرة.. يحدثنى عن سماحة وشى.. فأشترى ما يعرضه على.. حتى اكتشفت أن جيبى أصبح خاليًا.. إلا من أجرة الميكروباص.. الذى سينقلنى إلى بيتى.. وهنا صرخت فيه. والنبى بلاش حكاية سماحة وشى دى.. عشان انا فلست.. إلا إذا كنت ناوى تكافئنى على هذه السماحة.. بملابس هدية من عندك؟!!
فضحك البائع الخبيث بعد أن أدرك.. أنه حصل على ما يريده منى بـ�صنعة لطافة�.. وأنه باع لى العتبة وعليها المطافى.. وقهوة متاتيا كمان.. تمامًا كما فعل أجدادنا الكباااااار!!
وعدت إلى بيتى.. محملًا بعدة أكياس من الملابس الجديدة.. وهنا صرخت ابنتى إيه كل ده يا بابا.. أنت كده شطبت على كل الميزانية.. طب نعمل إيه باقى الشهر؟!
فقلت لهم يا جماعة وﻻ يهمكم..كفاية عليكم سماحة وشى!!
وحكيت لهم قصة البائع النصاب.. فانفجروا جميعاً فى الضحك.. بس لغاية دلوقتى مش عارف.. الضحك ده على سماحة وشى.. وﻻ على خيبتى التقيلة؟!
ومن يومها يا جدع وأنا طالع فى دماغى.. أكتب على كل قميص من قمصانى الجديدة.. العبارة التى اقرأها دائماً على التكاتك.. وعربات النقل.. والتى تقول:
�بلاش تبص لى بعين راديه.. وبص للى ادفع فيه�!!
الله يسامحك.. يا عمرو دياب.. شياكتك وروشنتك خربت بيتى.. دلوقتى آخرى أنا والعيال.. نأكل آيس كريم.. فى جليم!!