الوفد
علاء عريبى
رؤى- فى الحياد
معجم المعانى خصص مادة للحديث عن الحياد جاء فيها: حايدَ فى يحايد، مُحايدةً وحِيادًا، فهو مُحايِد، والمفعول مُحايَد، وحايد الشَّخصَ: جانبه، مال عنه، حايَدَهُ: كفَّ عن خصومته، وفى لسان العرب: �مادة: حيد�: �حاد عن الشئ�: يحيد حيداً وحَيَداناً ومحيداً وحيدودة : مال عنه وعدل.
بداية يجب أن نؤكد أنه لا حياد فى وسائل الإعلام التى تمتلكها الحكومة والأحزاب، لأنها صدرت لكى تعبر عن سياسة مالكها، والحديث عن حيادها في تناول القضايا المثارة ضرب من الخيال، لأن الطبيعي أن ترى المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي من خلال أجندتها السياسية الحكومية أو الحزبية.
الحياد في السياسة منه الإيجابي: وفيه لا يتم الانحياز لطرف دون طرف، ومنه السلبي: وفيه الانحياز لأحد الأطراف، والحياد في الإعلام مثله في السياسة من الصعب ضبطه والتحكم فيه، لأنه لا حياد إعلامي عند دخول البلاد في خصومة مع بلد أخر، ولا حياد في تنافس حزب مع حزب آخر، ولا حياد عندما ينشب خلاف بين ملاك القنوات أو الصحف، ولا حياد عندما تقع خصومة بين الإعلامي أو الصحفي وأحد المسئولين، لهذا تعمل الحكومات على توفير أكبر قدر من الحياد والموضوعية في الإعلام من خلال القوانين.
لكن ماذا عن الحياد أو الموضوعية في تناول قناة أو صحيفة لأحداث بلد آخر؟، ما الذى يجعل قناة مثل الجزيرة أو السى إن إن أو البى بى سى أو اسكاى نيوز أو غيرها أن تكون محايدة وهى تنقل الأحداث في مصر أو السعودية أو الإمارات أو البحرين؟، السؤال بصياغة أخرى: ما الذى يدفع قناة إلى عدم الموضوعية في نقل أحداث بلد أخر؟، لماذا تنحاز ضد الخطاب الرسمي؟.
المفترض أن تتناول القنوات الأجنبية أحداث البلدان الأخرى بموضوعية، بأن تعطى مساحات مماثلة للأطراف المتنافسة أو المتصارعة، لأنها ببساطة شديدة ليست ذات مصلحة في الصراع الدائر على الحكم في البلدان الأخرى، وصعود أحد الأطراف بمساندة الأغلبية هو خيار محلى من أصحاب الشأن، لكن تبنى القناة الأجنبية لخطاب أحد الأطراف المتنازعة يخرج القناة من موضوعيتها، كما أنه يعد بالفعل تدخلا في شأن آخرين، إضافة إلى انه يميل من كافة الصراع لصالح احد الطرفين، وهو ما يعنى في النهاية تحقيق مصلحة أو أجندة أجنبية لمالكي القناة في البلدان التي تشهد صراعات سياسية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف