كدت أنسي في خضم الأحداث والصراعات الجارية مصطلح "مكارم الأخلاق" حتي استمعت إلي تقرير باحدي الفضائيات عن إنهاء عقد أشهر مقدم برامج في العالم صاحب برنامج "توب جير" علي البي بي سي!!
تصوروا قناة البي بي سي البريطانية انهت التعاقد معه رغم أن برنامجه يحقق دخلاً خرافياً من الإعلانات وبيع البرنامج لماذا؟! لأن هذا المذيع العالمي لكم أحد معاونيه.. فقرر مدير القناة انهاء التعاقد من أجل الحفاظ علي مكارم الأخلاق!!
هذا المصطلح الذي تربينا عليه في تربيتنا الدينية ونسيناه وساءت أخلاقنا.. تحافظ عليه قناة بريطانية.. بل إن مديرها قال "إن حقوق الإنسان في بريطانيا أهم من أي شيء آخر".. وأنهي التعاقد وخسر الملايين.. ولكنه كسب احترام العالم!!
السؤال أين مثل هذه الأخلاقيات في عالمنا الإسلامي.. والنبي محمد صلي الله عليه وسلم يقول "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. وإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا!!
نحن الآن يقاتل بعضنا البعض ويتعالي البعض علينا.. بل ويتفنون في إهدار آدمية "الغلابة".. فهل يمكن أن نري واحداً فقط أو مسئولاً واحداً يفعل مثلما فعل مدير القناة البريطانية؟!.. بالطبع لن نجد.. لأننا ــ خاصة المسئولين ــ نقنع أنفسنا أن المال أهم من أي شيء.. والشيء المهم الوحيد الحصول علي المال حتي ولو أتي علي جثث البشر!!
الآن تأكدنا لماذا يتقدم الغرب ونحن في النازل وفي طريقنا لنتحول إلي كائنات مندثرة.. لأننا ــ وبمنتهي الصراحة ــ أهدرنا قيمنا وتعاليمنا الإسلامية.. بل ووصل الأمر إلي التنازل عن كرامتنا في سبيل المال!!