هل من الممكن أن تدخل كلية الطب ذات يوم لتفاجئ بوجود (قسم الفن والفلسفة والأدب) لا عجب فتدريس الفلسفة والفن والأدب في كلية الطب مجرد فكرة نوقشت في ندوة في كلية طب قناة السويس منذ فترة قصيرة، الغرض المعلن من ذلك هو تعليم الطبيب العلوم الإنسانية، ليستمع وينظر للمريض بنظرة الفيلسوف الحكيم ويبتعد عن التطرف حيث أن أشهر المتطرفين من الأطباء. برنامج ممكن الذي يقدمه الإعلامي المشهور خيري رمضان ناقش الفكرة تحت عنوان (الطب والإنسانية) ولكن ما لفت انتباهي هو أن الأستاذ خيري ذكر أن كلية طب قناة السويس هي الوحيدة التي تدرس الطب التكاملي. ولا شك أن المقصود بقوله (الطب التكاملي) في حلقة البرنامج هو الدراسة الشمولية للطب بمعنى دراسة القواعد الأساسية للعلوم الطبية مثل ( التشريح والفسيولوجي والهستولوجي والكيمياء حيوية و علم الميكروبيولوجي وعلم الأمراض الباثولوجي وعلم الأدوية الفارماكولوجي ) و القواعد الإكلينيكية ( أمراض الباطنة الأطفال الجراحة النساء والولادة العيون الأنف والأذن ... أي العلوم التطبيقية) في ذات الوقت. وهذه طريقة في دراسة الطب غير تلك التي كانت تطبق في سنوات دراستنا وقبل ذلك بسنوات مديدة خلت، فكان طالب الطب يدرس القواعد الأساسية لعلم الطب ثم ينتقل ليدرس القواعد أو العلوم الإكلينيكية على المرضى. الطريقة الجديدة تُطبق منذ عدة سنوات بدأتها جامعة قناة السويس على وجه الخصوص. وعلى حد علمي فإن طب الإسكندرية بدأت بتطبيق نفس طريقة التدريس هذه منذ عدة سنوات . ولكن ما أريد توضيحه هنا أن ( الطب التكاملي ) له معنى مُختلف عن معنى طريقة تدريس الطب (التكاملية) إن صح هذا التعبير كما سمعته من السادة ضيوف الحلقة المحترمين . السؤال هنا... ما هو المقصود ( بالطب التكاملي ) Integrative Medicine لأن هذا المصطلح مقصود به الممارسات العلاجية الغير تقليدية ، وتعني بالإنجليزية Non main stream Medicine or Non-conventional Medicine or Complementary & Alternative Medicine وكل هذه المصطلحات تؤدي إلى نفس المقصد وهو الطب الغير مدرج ضمن المنظومة التعليمة المتعارف عليها في تدريس الطب ومنها الحجامة على سبيل المثال لا الحصر. وقد أوصت منظمة الصحة العالمية سنة 2005م بضرورة تدريس وبحث هذه الممارسات. وقد دُعِيت أكثر من مرة في كلية طب ويل كورنيل قطر سنة 2008 - 2009 لأحاضر عن العلاج ( بالحجامة ) كطبيب وباحث فيها، كما أن طب ويل كورنيل أمريكا تدرس لطلبتها فكرة عن نفس الطرائق ومنها الإيروفيدا، وهي طريقة علاجية غير تقليدية علمت بذلك عندما سبقت محاضرة عن (الأيروفيدا ) محاضرتي لطلبة ويل كورنيل في كل من قطر وأمريكا في نفس الوقت. وأشير هنا إلى أن الدكتور رافندرا ممتاني وهو أستاذ الصحة العامة بكلية طب ويل كورنيل متحمس لدراسة وبحث هذه الظواهر العلاجية الغير تقليدية ويرى أهمية في ذلك كبرى. كما أذكر أن الدكتور راجفير سينج وكان مسؤول عن قسم البحث العلمي في المؤسسة التي أعمل بها ساعدني في بدايات بحثي في العلاج بالحجامة وكان ذلك سنة 2006 م وأشار عليَّا بنقاط كثيرة مهمة ، وبالمناسبة هم ليسوا مسلمين أصلًا. السؤال هل طب قناة السويس فعلًا تُدرس لطلبتها نماذج مما يسمى بـــــ(الطب التكاملي) الذي تعنيه كلمة الطب التكاملي Integrative Medicine? لأن لو كان المقصود بالطب التكاملي الذي فيه الحجامة لم يكن الأمر ليمر على الضيوف وخصوصًا الأطباء دون توضيح أكثر سواء بالموافقة أو الاعتراض أو حتى التحفظ. فهل السماح بدخول دراسة الفلسفة والأدب والفن ممكن أن يسمح بدخول دراسة الطرائق العلاجية الغير تقليدية مثل الحجامة، والإبر الصينية، واليوجا والأيروفيدا والهيميوباثي وغير ذلك من الطرائق العلاجية الغير تقليدية أو ما يسمى بالطب التكاملي Integrative medicine ومن هذه الطرائق ما هو مرتبط بالدين كما سنوضح وللحديث بقية